السلام عليكم ورحمه الله وبركاتـــــــــــــــــــه
ساركوزي يتطاول على الإسلام : النقاب استعباد للمرأة
محيط - جهان مصطفى
[ساركوزى يتهجم على الإسلام ]
ساركوزى يتهجم على الإسلام
في تصريحات وصفت بالاستفزازية للمسلمين ، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب ألقاه أمام البرلمان الفرنسي في 22 يونيو / حزيران أن "النقاب" الذي يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها يشكل "علامة استعباد" للمرأة ، معربا عن تأييده لدعوة 60 نائبا فرنسيا لإنشاء لجنة لدراسة مصير "الحجاب الكامل" في فرنسا.
ولم يكتف بما سبق ، بل إنه زاد في إهانة المسلمين ، قائلا :" النقاب ليس رمزا دينيا وإنما رمز استعباد للمرأة، وأريد أن أؤكد علنا أن البرقع غير مرحب به في أراضي الجمهورية الفرنسية ، الحجاب الإسلامي لا يزال محظورا في المدارس الحكومية الفرنسية ".
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن ساركوزي القول أيضا :"لا يمكن أن نقبل في بلادنا نساء سجينات خلف سياج ومعزولات عن أي حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة ، هذه ليست الرؤية التي تتبناها الجمهورية الفرنسية بالنسبة لكرامة المرأة".
ودافع بشدة عن العلمانية في بلاده ، وأكد أنها ليست رفضا للديانات ، بل إنها مبدأ يقوم على الحياد والاحترام ، وانتهى إلى القول :" لا ينبغي أن نخطىء المعركة وفي الجمهورية يجب احترام الدين الإسلامي بنفس قدر احترام باقي الأديان".
ورغم أن ساركوزي حاول في نهاية خطابه التأكيد على احترام الدين الإسلامي ، إلا أن تصريحاته عن النقاب والحجاب تنسف أسس هذا الاحترام ، بل إنها تتعارض مع جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهادفة للتقريب بين الغرب والعالم الإسلامي ، خاصة وأن الخطاب الذي وجهه أوباما إلي العالم الإسلامي من القاهرة في 4 يونيو / حزيران دعا صراحة الدول الغربية إلي عدم ممارسة ضغوط علي المسلمين فيما يتعلق بممارسة شعائرهم الدينية ، منتقدا الذين يحددون الثياب التي يتعين علي المرأة ارتداؤها.
هذا بالإضافة إلى أن تصريحات ساركوزي تتناقض مع القرار الذي أصدره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 28 مايو 2008 وانتقد خلاله القانون الفرنسي الذي يقضي بحظر ارتداء الزي الديني في المدارس بما فيه الحجاب الإسلامي.
ووفقا للتقرير ، فإن هذا القانون أدى إلي إثارة العداء ضد الحجاب ، قائلا :" القانون الفرنسي أدى إلى عدم التسامح الديني بحق النساء اللواتي يرتدين الحجاب الإسلامي خارج المدرسة والجامعة أو أماكن العمل" .
وكانت الجمعية الوطنية الفرنسية أصدرت تشريعاً في عام 2004 يمنع الفتيات من ارتداء الحجاب في المدارس. وجاء هذا القانون بعد مناقشات ومعارك طويلة في الساحة الداخلية الفرنسية بشأن الموقف من غطاء رأس التلميذات المسلمات "الحجاب" والذي يعتبر أمراً وتكليفاً شرعياً وليس رمزاً دينياً كما قال المشرعون الفرنسيون.
ويرى البعض أن القانون السابق وتصريحات ساركوزي تنذر بانتهاء "الحقبة الذهبية" للتعاطف الفرنسى مع العرب والمسلمين منذ عهد شارل ديجول وبهذا يفقد العرب والمسلمون صديقا أوروبيا طالما ساندهم فى مواقف كثيرة .
ومما يضاعف المخاوف في هذا الصدد ، أن ساركوزى كان أظهر بالفعل عداء واضحا تجاه قضايا العرب والمسلمين خلال حملته للانتخابات الرئاسية ، حيث صرح فى حديث نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية في 2 - 9 - 2006 بأن حزب الله حركة "إرهابية" كما وصف محاولة التحاور مع حركة حماس الفلسطينية التى لاتعترف بإسرائيل بالخطأ الجسيم ، مؤكدا في الوقت ذاته أن أمن إسرائيل حق لامساومة عليه وهو مسئولية أساسية لكل الدول الحرة ، وهذا عكس ما كان سائدا في عهد رؤساء الجمهورية الفرنسية الخامسة السابقين ابتداء من مؤسسها شارل ديجول وحتى الرئيس جاك شيراك ، حيث كان هناك دعم للقضية الفلسطينية ولبنان فى مواجهة الجرائم الإسرائيلية.
أيضا فإن ساركوزى الذي عرف عنه جذوره اليهودية ، طالما حاول إثبات ولائه لإسرائيل سواء بالتصريحات التى تتغنى وتمجد فيها على الملأ أو بالوثائق السرية التى تفضح تعاونه مع الموساد.
ففى تصريحات أدلى بها فى 23 أكتوبر 2008 ، أعلن ساركوزى أنه يعتبر تأسيس إسرائيل "معجزة القرن العشرين" ، كما أعلن مساندته لإسرائيل فى مواجهة إيران ، مؤكدا أن أمن إسرائيل "خطاً أحمر" لايقبل تجاوزه .
ولم يقتصر الأمر على ما سبق ، بل نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أيضا عن ساركوزى قوله خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت فى باريس إنه يعارض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي اعتبرها "يهودية"، قائلاً : "ليس من المعقول أن يطالب الفلسطينيون بدولة في الضفة وغزة، بينما يطالبون بعودة اللاجئين إلى أراضي جيرانهم اليهود، لا يمكنهم المطالبة بدولتهم الخاصة بالإضافة لجزء من دولتكم اليهودية".
عميل للموساد
والمثير للانتباه أن التصريحات السابقة جاءت بعد أيام قليلة من المفاجأة التى فجرتها صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية في منتصف أكتوبر 2008 وكشفت فيها أنه حينما أرادت إسرائيل اختراق حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم في فرنسا كان ساركوزي من أبرز الأشخاص الذين نجح الموساد في تجنيدهم .
ووفقا للصحيفة فإن الشرطة الفرنسية فتحت مؤخرا تحقيقا حول رسالة غريبة تم إرسالها بالبريد الالكتروني فى شهر مارس 2008 لأكثر من 100 مسئول كبير فى الشرطة الفرنسية جاء فيها أن ساركوزى كان عميلا للموساد الإسرائيلى .
وتحتوى الرسالة على معلومات تؤكد تجنيد ساركوزى لصالح الموساد باقتراح من رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق مناحم بيجن الذى أعطى تعليماته عام 1978 للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية " الموساد " لاختراق الحزب الحاكم فى فرنسا لتحويله إلي حليف لإسرائيل ، وألقيت المهمة على عاتق رافى ايتان الذى شغل فيما بعد منصب وزير شئون المتقاعدين فى الحكومة الإسرائيلية .
وأضافت "لوفيجارو" أن ايتان الذي كان يشغل منصبا كبيرا فى المخابرات الحربية الإسرائيلية (أمان) نجح في تجنيد ثلاثة مواطنين فرنسيين كانوا علي استعداد للتضحية من أجل إسرائيل وهم باتريك بالكاني الذى كان يقود الشبكة الفرنسية التابعة للموساد وباتريك ديفيديان وبيير ليلوتش .
وفى عام 1983 نجح باتريك بالكاني في تجنيد شاب واعد هو نيكولا ساركوزى ، الذى أصبح العضو الرابع في شبكة التجسس الإسرائيلية التابعة للموساد وكانت مهمته - بحسب لوفيجارو - إقامة علاقات مع مسؤلين إيرانيين يقيمون فى فرنسا ، وفى العام 1990 نجح الموساد في تجنيد مسئول خامس من الحزب الفرنسى الحاكم هو مانويل ايزشليمان الذى كان يشغل منصب نائب رئيس بلدية اسنيار وكلف هو الآخر بإقامة علاقات مع المسئولين الإيرانيين فى فرنسا ، حيث تعتبر اسنيار أكثر المدن الفرنسية جذباً للجالية الإيرانية.
وانتهت الصحيفة الفرنسية إلى القول إن الرسالة التى تضمنت تلك المعلومات كانت قد أرسلت من أحد نوادى الإنترنت فى مدينة "فال دواز" ورغم عدم وجود أى دليل يؤكد محتواها ، إلا أن التحقيق فيها مستمر بناء علي طلب النيابة العامة لأن محتواها يدل على الحرفية وليست مرسلة من قبل شخص مختل.
والخلاصة أن الأسوأ ينتظر مسلمى فرنسا فى حال لم تتحرك الجالية العربية والمسلمة سريعا لحشد التأييد داخل المجتمع الفرنسى وفى العالمين العربى والإسلامى ضد استفزازات ساركوزى.
المصدر: شبكة الاعلام العربية