ضحكة الطفل لا تجلب السعادة لأبويه فقط بل هي مصدر للسعادة وربما الابتسام لكل من يحيط بالطفل, بسبب ما تعبر عنه من براءة وعفوية, والشعور بأنها نابعة من قلب الطفل وأنه لا يبتسم أو يضحك مجاملة أو لأن ذلك من واجبه.
وحسب ما أثبتته الدراسات العلمية إن الضحك بشكل عام يحسن من الحالة النفسية للإنسان, ويخفض ضغط الدم, ويقلل من الضغط العصبي, ويزيد من قدرة الجسم على محاربة العدوى والمرض, كما أن حالة الضحك تدفع الجسم لإفراز مواد طبيعية تدعى " اندورفينز" مسكنة للألم وتحسن من الحالة النفسية.
والأطفال مثلهم مثل الكبار وهم يحصلون أيضاً على فوائد الضحك مثل الأشخاص البالغين ويتأثرون بنفس التأثير الإيجابي النفسي والجسماني, كما يتمتع الأطفال بروح الدعابة الخاصة بهم كالكبار أيضاً, وقبل أن يتمكنوا من الكلام والتعبير عن مشاعرهم يمكن الكشف عن مدى راحتهم وسعادتهم من حالتهم المزاجية التي هم عليها.
وقد يضحك بعض الأطفال كثيراً لرؤية البالونات أو ربما لرؤية فقاقيع الصابون, وفي الحقيقة لا يمكن معرفة ما الذي يضحك الطفل إلا بالتجربة, وفي بعض الأحيان قد يجهد الأهل أنفسهم بالقيام بمحاولات تكون قد أضحكت أطفالاً غير طفلهم ولكنها قد لا تؤثر بطفلهم ولا يبدي أي تعبير عند القيام بها من أجل إضحاكه, وربما إذا تم تجريب شيء مختلف تماما عما هو تقليدي فيمكن أن ينفجر الطفل ضاحكاً, أي أن التجربة هي الطريقة المثلى لاكتشاف ما يضحك أطفالنا, ويمكن بداية تجريب بعض الطرق الكلاسيكية التي تضحك معظم الأطفال كفقاقيع الصابون, وإصدار الأصوات الغريبة, ووضع الطفل قبالة المرأة مع القيام بحركات مضحكة.
وللضحك دور أساسي في مدى قوة الرابطة التي تجمع بين الطفل وأبويه وبشكل خاص الأب, لأن الكثير من الآباء الحديثين قد يجدون صعوبة في تصور أنفسهم كآباء خاصة أثناء الثلاثة أشهر الأولى, وقد يشعرون بالخوف أكثر ما يشعرون بالجاذبية تجاه الطفل بسبب صغر حجمه ورقته, ولكن عندما يبدأ الطفل بالانسجام مع من حوله وإعطاء ردة فعل لمحاولاتهم في التحدث إليه أو إضحاكه, فستتغير مشاعر الأب ويصبح راغباً في انتهاز أي فرصة للتحدث مع طفله وإضحاكه.
أما الطفل نفسه فيصبح لديه شعوراً داخلياً بأن من حوله يعشق رؤيته وهو يضحك, لهذا قد يلجأ للضحك أحياناً للاستحواذ على انتباه من حوله لفترة أطول, ويكون ذلك أسلوبه في التعبير عن استمتاعه بصحبة من حوله.
والطفل الذي يضحك دائماً ضحكات جميلة وعفوية فهو بذلك يوضح لأبويه أنه بحالة حسنة ويشعر بالراحة والسعادة, وبالتالي فإنهما يقومان بواجباتهما تجاه طفلهم على أكمل وجه, الأمر الذي يعطي الأهل سعادة غامرة لا يمكن وصفها أو التعبير عنها.
و شكرا (منقول)