كيف تربى طفلا سليم العقيدة؟" سؤال طرحه الاستاذ جاسم المطوع خلال احدى حلقات برنامجه "الأسرة السعيدة" وأكد ان تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ الأهمية في منهج التربية الإسلامية ، وأمر بالغ السهولة كذلك .
أكد على اهتمام الاسلام بتربية الأطفال على عقيدة التوحيد منذ نعومة أظفارهم ، ومن هنا جاء استحباب التأذين في أذن الـمـولود ، وسر التأذين -والله أعلم- أن يكون أول ما يسمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الله وعظمته ، والـشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام ، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند مـجيـئه إلـى الدنيا ، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها .
ثم اوضح بعد ذلك جوانب البناء العقدي عند الطفل المسلم والتى قسمها كالآتى:
1-الإيمان بالله عز وجل والتى قال فيها: إن أهم واجبات المربي ، حماية الفطرة من الانحراف وصيانة العقيدة من الشرك ، لذا نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تعليق التمائم تعويداً للصغير الاعتماد على الله وحده " من علق تميمة فلا أتم الله له ".
وإذا عرفنا أن وضع التميمة والاعتقاد فيها شرك ، جنبنا أطفالنا هذا الشرك ، وبعد ذلك يوجه المربي جهده نحو غرس عقيدة الإيمان بالله في نفس الصغير فهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك خادم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً ، لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنساً قل : لا إله إلا الله ، قل أشهد أن لا إله إلا الله ، ففعل ، فيقول لها أبوه : لا تفسدي على ابني فتقول : إني لا أفسده .
2- تعويد الأطفال حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
علـى الوالديـن وموجهي الأطفال أن يغرسوا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس الناشئة، فـحـب رسـول الله مـن حـب الله جـل وعلا ولا يكون المرء مؤمناً إلا بحب الله ورسوله.
عن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلـى الله عـلـيـه وسـلـم:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، وعلينا أن نُفهم الطفل بعض الصفات الطيبة، نقتبسها من السيرة النبوية ، مـن صـفـاته صلى الله عليه وسلم مثل : الرحمة بالصغار، وبالحيوان وبالخدم.
3-الإيمان بالملائكة : الملائكة جند الله يأتمرون بأمره ولا يعصونه.. إن في العالم مخلوقات كـثـيـرة لا نعرفها، يعلمها خالقها - جل وعلا - ومن بينها الملائكة... بهذه الصورة يمكن أن نتحدث عن هذا الركن الإيماني الغيبي أمام الأطفال ، ونضيف لهم : إن أعمال الملائكة كثيرة نستشفها من بعض الآيات الكريمة،ومن ذلك حفظ الإنسان { إن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق:4]. وكتابة ما يعمله في حياته {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ ق:18].
وكم يسعد الأطفال عندما تجمعهم أمهم لتحدثهم عن الجنة ونعيمهـا، والملائكة فيها ، إذ تبشر المؤمنين كقوله - تعالى -:{إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُـوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفِي الآخِرَةِ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَـفُـورٍ رَّحِـيـمٍ (32) ومـَـنْ أَحْـسَـنُ قَـوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحاً وقَالَ إنَّـنِـي مِـنَ المُسْلِمِينَ}[ فصلت:30-33] .
فالأم بذلك تستفيد من صفات طفولة أبنائها، في خدمة عقيدتها، ويجددون مرضاة الله تعالى