بينت دراسة حديثة أعدتها وزارة الدولة لشؤون البيئة أن النفايات البلاستيكية أكثر النفايات الصناعية خطرا كونها مادة غير قابلة للتفكك والتحلل وهي تقوم بتلوث الأرض والهواء والماء ولاتوجد طريقة آمنة للتخلص من مخلفاتها التي تسبب أضرارا جسيمة للبيئة والإنسان وتحتاج إلى جهد كبير ومنظم للحد منها وخاصة في ظل الاستخدامات الكثيرة للمنتجات البلاستيكية وصعوبة الاستغناء عنها.
وقال المهندس هيثم نشواتي مدير سلامة الغلاف الجوي في وزارة الدولة لشؤون البيئة..إن مواد عدة تدخل في صناعة التعبئة والتغليف من المواد البلاستيكية وبعض هذه المكونات معروفة بتسببها لأمراض السرطانات ومن هذه المواد.. بولي الايثيلين و بولي البروتيلين و بولي كلوريد الفينيل و بولي الاسيتيرين و بولي الايثيلين تير فيثالات مضيفا أن الغازات ومركبات الهيدروكربونات السائلة الناتجة عن المواد البلاستيكية تسبب تلوث الهواء والارض وتعتبر مادة مقاومة وسريعة الاحتراق وتتسبب في العديد من الحوادث والكوارث كما أن المواد الكيميائية المنطلقة اثناء عملية تصنيع البلاستيك مثل أوكسيد الايتيلين و البنزن و الاكسيلين تضر بالنظام البيئي وتسبب تلفا في النظام العصبي والمناعي وبعض أنواع السرطانات ولها تاثير معاكس على الدم والكلى.
وأشار نشواتي إلى أن مادة البلاستيك تطلق العديد من الغازات السامة أثناء إعادة تدويرها وتقاوم أي محاولة لتصريفها والتخلص منها سواء عن طريق اعادة التدوير أو الحرق أو الطمر وبما أن مادة البلاستيك لاتتفكك بسهولة فإن تصريفها عن طريق عملية الطمر غير مجد لاحتفاظها بالسموم بشكل دائم ما يشكل خطرا على التربة حيث أن كمية السموم المتسربة من المطمر وخاصة مادة الكادميوم تؤدي إلى تلوث مصادر المياه بشكل كبير فهي تمتزج بشكل دائم مع مياه الأمطار وتتغلغل عبر الأرض وتنتقل بشكل تدريجي إلى الينابيع والبحيرات القريبة وإلى سائر المصادر المائية الاخرى ما يجعلها سامة وخطرة للاستعمال.
وأردف مدير سلامة الغلاف الجوي في وزارة الدولة لشؤون البيئة.. تقوم الأكياس البلاستيكية بتلوث الأرض من خلال النفايات الناتجة عنها ويرحل كل عام إلى المطامر كم هائل من أكياس النايلون التي تتحول إلى نفايات تجد طريقها إلى الممرات المائية أو تذهب إلى الشواطئ والحدائق العامة والشوارع وإذا تم حرق هذه الأكياس فإن الغازات السامة الصادرة عنها ستحقن في الهواء.
وكانت الدراسة قد كشفت عن وجود ملوثات كبيرة للهواء أثناء عملية تصنيع المواد البلاستيكية مثل انبعاث جزيئات كلوريد الفينيل الضارة أثناء تصنيع خام بولي كلوريد الفينيل وتصاعد غازات سامة مثل مركبات السيانيد ذات التأثيرات الخطرة على الصحة العامة والبيئة عند تصنيع مركبات الـ بولي يوريثان كما أن التعرض لمركب بس فينول أثناء تصنيع الـ بولي كربونات له تأثير على الهرمونات المحرضة لبعض السرطانات وله أضرار وراثية وجنسية ويتسبب في العديد من أمراض الخصوبة عند الجنسين.
وخلصت الدراسة إلى أن الاستعمالات الخاطئة للمنتجات البلاستيكية تشكل خطرا على الصحة عند استخدام الأوعية البلاستيكية باشكالها المختلفة ولاسيما أن تمليح الأسماك والخضراوات واستخدام الـ بولي استيرين في تصنيع عبوات حفظ الأطعمة التي من الممكن أن يتسرب إليها ويشكل مخاطر سمية تؤثر على الجهاز العصبي والمخ كما أنه يؤثر على العاملين في إنتاجه وخاصة أولئك الذين يتعرضون له لفترات طويلة.
جدير بالذكر أن نحو 100000 حيوان من الدلافين والحيتان والبطريق تموت كل عام بسبب تناولها هذه الأكياس كطعام والأسوأ أن هذه الأكياس التي أكلتها الحيوانات النافعة تبقى بشكلها الكامل حتى بعد نفوقها وتحلل جثثها لتكون طعاما لحيوانات أخرى تكون ضحايا لأكياس البلاستيك بدورها.
وتؤكد الأبحاث أن الأكياس البلاستيكية صعبة التفكك إذ تستغرق 1000 عام لتتفكك والمخرج الوحيد لخطرها المميت هو الإزالة التدريجية لاستعمالها وانتاجها والاستعاضة عنها ببدائل صحية للإنسان والبيئة كالأكياس الورقية والقماشية.
يشار إلى أن هذه الدراسة تأتي في إطار الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الدولة لشؤون البيئة في السادس من الشهر الجاري للتوعية من الأخطار والأضرار التي تسببها الأكياس البلاستيكية على الإنسان والبيئة وتنفذ بالتعاون مع كل الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية.