بسم الله
[[ وأما الاختلاف في السبب الذي سمي به، فقيل:
إنه كان ذا ضفيرتين من شعر فسمي بهما؛ ذكره الثعلبي وغيره. والضفائر قرون الرأس؛ ومنه قول الشاعر:
فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
وقيل: إنه رأى في أول ملكه كأنه قابض على قرني الشمس، فقص ذلك، ففسر أنه سيغلب ما ذرت عليه الشمس، فسمي بذلك ذا القرنين.
وقيل: إنما سمي بذلك، لأنه بلغ المغرب والمشرق فكأنه حاز قرني الدنيا. وقالت طائفة: إنه لما بلغ مطلع الشمس كشف بالرؤية قرونها فسمي بذلك ذا القرنين؛ أو قرني الشيطان بها.
وقال وهب بن منبه: كان له قرنان تحت عمامته.
وسأل ابن الكواء عليا رضي الله تعالى عنه عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ فقال ( لاذا ولاذا، كان عبدا صالحا دعا قومه إلى الله تعالى فشجوه على قرنه، ثم دعاهم فشجوه على قرنه الآخر، فسمي ذا القرنين )]].....
..( وبالجملة فإن الله تعالى مكنه وملكه ودانت له الملوك،
فروي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة:
مؤمنان وكافران؛
فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر، والكافران نمرود وبختنصر؛ وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى: "ليظهره على الدين كله" [التوبة: 33] وهو المهدي .
وقد قيل: إنما سمي ذا القرنين لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت شريف من قبل أبيه وأمه
وقيل: لأنه أنقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي
وقيل: لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا.
وقيل: لأنه أعطي علم الظاهر والباطن.!!!
وقيل: لأنه دخل الظلمة والنور.
وقيل: لأنه ملك فارس والروم ).
من تفسير القرطبي-رحمه الله-سورة الكهف.
[وفي علة تسميته بذي القرنين عشرة أقوال:
أحدها: أنه دعا قومه الى الله تعالى، فضربوه على قرنه فهلك، فغبر زمانا، ثم بعثه الله، فدعاهم الى الله فضربوه على قرنه الآخر فهلك، فذانك قرناه، قاله علي –رضي الله عنه-.
والثاني: أنه سمي بذي القرنين، لأنه سار الى مغرب الشمس وإلى مطلعها، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثالث: لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس.!!!
والرابع: لأنه رأى في المنام كأنه امتد من السماء الى الأرض وأخذ بقرني الشمس، فقص ذلك على قومه، فسمي بذي القرنين.
الخامس: لأنه ملك الروم وفارس.
والسادس: لأنه كان في رأسه شبه القرنين، رويت هذه الأقوال الأربعة عن وهب بن منبه.
والسابع: لأنه كانت له غديرتان من شعر، قاله الحسن. قال ابن الأنباري: والعرب تسمي الضفيرتين من الشعر غديرتين، وجميرتين، وقرنين؛ قال: ومن قال سمي بذلك لأنه ملك فارس والروم، قال: لأنهما عاليان على جانبين من الأرض. يقال لهما: قرنان.
والثامن: لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت ذوي شرف.
والتاسع: لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس، وهو حي.
والعاشر: لأنه سلك الظلمة والنور، ذكر هذه الأقوال الثلاثة أبو اسحاق الثعلبي. ] زاد المسير للأبن الجوزي،تفسير سورة الكهف
هل كان نبياً؟؟؟
[قوله تعالى: "قلنا يا ذا القرنين" قال القشيري أبو نصر:
إن كان نبيا فهو وحي،
وإن لم يكن نبيا فهو إلهام من الله تعالى].القرطبي
وقال أبن الجوزي في الزاد:[اختلفوا هل كان نبياً، أم لا؟ على قولين:
أحدهما:
أنه كان نبياً، قاله عبد الله بن عمرو، والضحاك بن مزاحم.
والثاني:
أنه كان عبداً صالحاً، ولم يكن نبياً، ولا ملكا، قاله علي رضي الله عنه-.
وقال وهب: كان ملكا، ولم يوح إليه.]