نعايش المرأة ....ولا نكاد في حياتنا نستغني عنها ، الصلة بيننا وبينها وثيقة ،
فهي أم ، وأخت ،وزوجة ،وبنت ، وشقيقة . ومنا من ينعم بقربها .. ومنا من يحترق بلهيب نارها .
ويحار فيها الفكر أحيانا ،فيصرخ الرجل ،لقد ضاع من قدمي الطريق . . يالشقائي ..انني لا أستطيع أن أعيش معها...ولا أستطيع العيش بدونها ...فكيف السبيل .؟ وأين الطريق.؟
قال عنها الفلاسفة والشعراء ما قالوا ، وأطلقوا العنان لتصوراتهم وتخيلاتهم في وصف طبيعتها ، كما بدت لهم فقالوا عنها :
فيـــــــــــــــها من القمـــــــر استدارتــــــــــــه .
ومن البحــــــــــــــــر عمقـــــــــــــــــــــه .
ومن النجــــــــــــــــــــــــوم لمعانـــــــــــــــــها .
ومن شعـــــــــــــــــاع القمـــــــــــر حرارتـــــــــه .
ومن النـــــــــــــــــــــــدى قطــــراتــــــــــــــــــه .
ومن الريـــــــــــــح تقلباتـــــــــها وعــدم ثباتــــها.
ومن النبـــــــــات ارتجافــــــه وارتعاشـــــــــــــه .
ومن الــــــــــــــــــــورود لونــــــــه وعطـــــــــــره .
ومن الازهـــــــــــــــــــــــار مخملـــــــــــــــــها .
ومن الاوراق خفتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــها .
ومن الاغصـــــــــــــــــــــان تمايلـــــــــــــــــــها .
ومن حفيف الاشجـــــار ،حنينها وأنينــــــــــها
ومن النسيـــــــــــــــم لطفــــه ورقتـــــــــــــــه .
ومن العســـــــــــل طعمـــه وشهـــــــــــــــــده .
ومن الذهــــــــــــب شعــاعـــــــــــــــــــــــــــه .
ومن المــــــــــــــــــــــــاس قســـــاوتــــــــــــه .
ومن الحيــــــــــــــــــــة حكمتــــــــــــــــــــــها .
ومن الحــــــــــــــــــرباء تلــــونـــــــــــــــــــــها .
ومن الغـــــــــــــــــزال شــــــــــــــــــــــروده .
ومن المهــــــــــــــــــــــا عيـــونــــــــــــــــــها .
ومن الارنـــــــــــب حيـــــــــــــاؤه وخجلـــــــه .
ومن الطــــــــــــــاووس خيـــــــلاءه وزهـــــوه .
ومن الاســــــــــد شراستــــــه وقوتـــــــــــه .
ومن الزمــــــــن خيانتـــــــــــه وغـــــــــــــدره .
ومن الثعلــــــــــب مكـــــره وروغــــــــــــانه .
ومن اليمـــــا مـــــــــــــــــة نغمتـــــــــــــــها .
ومن العقـــــــــــــــــرب لدغتـــــــــــــــــــــــه .
ومن الببغــــــــــــــــــــاء هذيانها وكثرة كلامها .
وتسمع ما يقال عنها ، فيغرها الثناء ، ويدفعها العناد والكبرياء ، فتمضي في طريقها وهي تردد:هم يقولون . . مادا يقولون ؟. .دعهم يقولون .
ومنا من يقبلها على علاتها ، ويقول كما قال النحويون :"أي هكذا خلقت ".
ومنا من يتوجس خيفة من الاقبال عليها فيعكف على دراسة شخصيتها ،ومعرفة أسرارها وطبيعتها ...ويظل يبحث ويبحث حتى يفوته القطار وتصبح حياته ليلا بلا نهار ..
وفي كتاب الله ،وسنة رسوله ما يلقي الضوء الاخضر ،ويؤمن مسيرتنا في رحلة الحياة ،ويرشدنا الى طريق السلامة والنجاة .
(الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ).
فتعال نتصفح كتاب الله . فكم تتطلع نفوسنا اولا وأخيرا الى القرآن الكريم وآياته لتهتدي بهداه وتسير على ضوئه .ونفتح المصحف الشريف فاذا به يحدثنا عن ذلك الرباط _من صنع الله _الذي يجمعنا منذ بدء الخليقة ..
( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها )
فكلاناينتمي الى الخالق المبدع ونحن جميعا صنعته وخلقته
وأنه خلق الزوجين الذكر والانثى )
ومنتهى أمل المؤمن أن يهب الله له زوجة صالحة ،ولذلك كان الدعاء .....وكانت الاستجابة .
(هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين )...(فأستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه)
ومنهن البنون والحفدة وفيهن تتجلى نعمة الله علينا
وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)
وليس من الائق أن تنصرف النفوس عن المحللات من الزوجات الى غيرهن (وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم )
فهن زهرة الحياة الدنيا ومتعتها ،وفتنتها
ولاتمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ،ورزق ربك خير وأبقى)
وعلى العاقل ألا تغريه الزينة أو يجرفه حب الشهوات
زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين )
وشأن المسلمين والمسلمات أن يختاروا قيم الدين ويؤثروها على متع الدنيا
ياأيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا .وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما )
فما عند الله خير لمن اتقلا
ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)
ويقال للذين آثروا قيم الدين على متع الدنيا
ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون )و (لكم فيها أزواج مطهرة)
واذا كان القرآن ضرب الأمثلة للنماذج الطاهرة فحدثنا عن مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها ،فانه في الجانب المقابل قد وضع امامناللعبرة والعضة امرأة نوح وامرأة لوط (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما..)
ويأتي التحذير مباشرا وصريحا يقرر الواقع الملموس
ان من ازواجكم وأولادكم عدوا لكم فأحذروهم ).
وتوضع النقط فوق الحروف فتكشف الايات عن جانب من طبيعة المرأة ألا وهو اذاعة السر : (واذا أسر النبي الى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ،فلما نبأهابه قالت من أنبأك هذا؟قال نبأني العليم الخبير )
وهن فتنة كما تحدث الناصح الامين محذرا في الحديث الشريف
(ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء))
((ان الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا فتنة الدنيا ،واتقوا فتنة النساء فان أول فتنة بني اسرائيل كانت النساء ))
نجانا الله ووقانا الفتنة،وهدانا سواء السبيل وجعل لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين. 'ربنا وتقبل دعاء'