[b]بارك الله فيك وفي علمك على هذا الموضوع المهم والمهم
جداًلأنه أعظم ركن من اركان الاسلام حيث فرضه الله من فوق سبع سماوات في
ليلة الاسراء والمعراج وكان هذه الحادثة لرسول الله الا من أجل هذا الركن المهم
الذي كان آخر وصية لرسول الله عند التحاقه بالرفيق الاعلى حيث قال عليه الصلاة
والسلام (الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم )أي اوصى بالصلاة والنساء وجعلها
هي الفاصل بين الكفر والايمان وهي النور الذي يجتاز به صاحبه الصرط على
شفير جهنم لأنه هو القائل بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام
يوم القيامة فمن حافظ عليها واتم ركوعها وسجودها كما ذكرت في موضوعك كان عهداً على الله
أن يدخله الجنة وان كان متهاونا فيها فأمره الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له.
ولقد بينت وأوضحت وعالجت كل جوانب الموضوع بالادلة المبينة لكن هذه الأدلة
التي اوردتها جلها ان لم نقل كلها من ائمة اعلام على مذهب الامام أحمد بن
حنبل رحمه الله ولتعلمي ياأختنا العزيزة انك تخاطبي بحديثك هذا سكان المغرب
العربي وكما تعلمين ان الغالبية العظمى من سكان المغرب العربي يتعبدون على
فقه الامام مالك امام المدينة المنورة في عصره وهو من قيل في شأنه لايفتى
ومالك في المدينة وهو الذي تعلم الفقه على احفاد الصحابة الكرام مباشرة ونقله
عنهم بطريقة عملية ومن يتمعن في فقهه يدرك سر غزارة علمه وقوة حجته لأن
الحجة عنده القرآن أولا ثم الحديث الشريف وكان اهتمامه بالفرض قبل النافلة
ولهذا خالف الفقهاء المتأخرين في كثير من الامور ولهذا أجدادنا الافاضل الكرام
شدوا الرحال اليه من الأندلس وبلاد المغرب وتتلمذوا عليه وعلى يد اتباعه
ولاتأخذك الظنون ياأختنا الكريمة ان هذا تعصب مني لمذهبنا بل السبب في كل
هذا أن الغالبية منا تعلمت مبادئ دينها وطريقة عباداتها عن آبائها واجدادها والتي
هي مالكية من الألف الى الياء وعندما تصادفها هذه الادلة التي لايعرفها يأخدها
العجب وقد وقعنا في هذا المطب في الثمانينات حيث كنا نشطين في الدعوة
الى الله لكن الكتب التي كانت تصلنا آنذاك على مذهب الامامين الشافعي
والحنبلي ووقع تصادم لفظي مع آبائنا واجدادنا الذين لايسمعون بكثير من الادلة
التي كنا نسوقها لهم وكانوا لايعترفون الا بمصنفات الشيخ خليل رحمه الله وهو
عالم وفقيه ازهري مالكي وان مذهبي ابن حنبل والشافعي ترتكز غالبا على
الاحاديث والاحاديث جمعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
بحوالي300سنة وهناك احاديث بصحيح البخاري لم يأخذ بها الامام مالك لأن
سكان المدينة المنورة لايعملون وفقها وان المشارقة وبخصوص سكان الجزيرة
يتعصبون كثيرا للشيخ ابن تيمية وابن القيم الجوزيه ومحمدابن عبد الوهاب ومن
الاختلافات بين مذهب مالك ومذاهبهم قضية القبض في الصلاة الامام مالك يراه
مكروها في الفريضة ومباحا في النافلة وهم يرونه واجبا كذلك مالك يكره قراءة البسملة
والاستعاذة في الصلاة بكل انواعها سرية اوجهرية وهم يرون البسملة آية من
الفاتحة ومن تركها صلاته باطلة هم يصلون النافلة كما يقولون _ذوات الاسباب_ في
أي وقت حتى عند الغروب والشروق ما بالكم في الاعياد ينتظر الناس انتشار
الشمس لتحل صلاة العيد لكن هم يصلون تحية المسجد في أي وقت من صبيحة
العيد الاختلاف في موضع سجود السهو في الصلاة حيث يراه الشافعي قبلي
مطلقا ويراه ابو حنيفة بعدي مطلقا بينما عند مالك الزيادة في الصلاة بعدي
والنقصان فيها قبلي وكذلك دعاء القنوت عند مالك في صلاة الصبح بعد القراءة في
الركعة الثانية وقبل الركوع بينما عند الشافعي موضعه في سنة الوتر .وكذلك عند
الشافعي جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية بينما عند مالك عندما يرفع من
السجدة الثانية يقوم مباشرة . وعند مالك يكره تنكيس الرأس في الصلاة ويجب
النظر الى القبلة بينما عند الاخرين يحبذون النظر الى مواقع السجود عند مالك
مواقع السجود في القرآن 11موضعا وعند الاخرين 16سجدة عند الامام مالك من افطر ناسيا في رمضان عليه القضاء فقط لكن عند
بقية المذاهب لاشيئ عليه انما اطعمه الله وسقاه لكن مالك اخذ الفتوى من القرآن حيث قال الله ولتكملوا العدة وراى مالك ان
اكمال العدة الابصيام اليوم الذي افطر فيه ناسيا هذه بعض الامور
حضرتني الآن اوردتها لكم وقد احدث هذا الاختلاف تنافر وفرقة بين الناس وكل
منهم يظن نفسه على صواب والبقية مخطئون فيحدث الانقسام بين المسلمين
والوحدة بين المسلمين فريضة قرآنية يجب المحافظة عليها وما وقع بالجزائر
بمنطقة غرداية بين المالكيين والاباضيين من فتن وصلت حد التقاتل الا من هذا الباب ونحن مجبرون
ان نبين للناس ما ألفوه من امر دينهم لأننا اذا اعطينا للناس ما يجهلون لايقبلونه
رغم انه حق ولهذا قيل (من جهل شيئا عاداه)
أختي ما قلته على الرأس والعين وهو من صميم ديننا الحنيف ودين الله واسع
ويشمل الجميع وكل واحد يجد في هذا الدين ما يلائمه لأن دين الله يسر وما قصدنا
من كلامنا الا المحافظة على الوحدة بين افراد المجتمع الواحد وهذا بالالتفات الى
مدرسة ومذهب امامنا مالك رحمه الله لأنه استاذ لكل اصحاب المذاهب الاخرى
هذا رأيي التواضع اطرحه لكم فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي ومن
الشيطان .
ودائما اعذوننا وننتظر منكم صالح دعواتكم وبارك الله فيكم والسلام عليكم
.