"الموت السريري" أو الموت في المهد هو اسم عام يشمل حالات الوفاة غير المبررة للأطفال الذين تبلغ أعمارهم أقل من سنة خلال النوم. وهي ظاهرة غير شائعة (أقل من حالة واحدة لكل ألف طفل)، إلا أن هذا الخطر كان وما زال مصدر قلق كبير في أوساط الأهالي.
ولصب الزيت على النار، يتعرض الأهالي القلقون إلى العديد من التعليمات المتناقضة التي تزيد من قلقهم: توصيات من المؤسسة الطبية ومصادر غير مهنية تهدف إلى الوقاية من هذه الظاهرة على ما يبدو. وفي بعض الأحيان لا تكون هذه التعليمات متضاربة فحسب، بل أنها تتغير بشكل كبير خلال عدة سنوات. فعلى سبيل المثال قبل عشر سنوات كان هنالك من يوصي بوضع الطفل على بطنه غير أن هذه التوصية تغيرت الآن: حيث يجب وضع الطفل على ظهره.
ما هي الأمور المعروفة عن ظاهرة الموت السريري ؟
مع تراكم المعطيات التي تعتمد على النتائج المستخلصة من الأطفال المتوفين يتبين بأن قسما من الأطفال تعرضوا لإصابة في الدماغ تزيد من مخاطر الموت السريري. هذه الإصابة هي إصابة بسيطة لا يمكن تمييزها من خلال فحوصات مسح الأعضاء العادية وبفحوصات التصوير مثل فحص الأولتراساوند للدماغ أو التصوير المقطعي ( CT ). يجري الحديث هنا عن خلل وظيفي يتدخل فيه نظام التحكم بالتنفس والاستيقاظ لدى الطفل.
ما هو سبب هذا الخلل؟
يحتمل في عدد من الحالات أن الإصابة تنجم عن التعرض لمواد سامة خلال الحمل كالمواد الموجودة في الدخان التي تدخل إلى جسم المرأة المدخنة. بالإضافة إلى ذلك هنالك إفادات تفيد بأن وجود تلوّث فيروسي في مجاري التنفس أو أي مرض تلوثي آخر يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة. ونتيجة لذلك تفرز مواد في الجسم من شأنها أن تؤدي إلى إصابة مراكز التحكم المذكورة أعلاه. كما أن الارتفاع الزائد لدرجة حرارة الطفل نتيجة لارتفاع درجة حرارة محيطة، دون أن يكون لذلك علاقة لمرض أو تلوث، من شأنه أن يتسبب بأضرار لمراكز التحكم الدماغي لدى الطفل.
هل النوم على البطن خطير؟
إن النوم على البطن يرغم الطفل على التنفس داخل الملاءات (اللحاف) حيث يكون رأسه موضوعا عليها، الأمر الذي يزيد من خطر الموت السريري مقارنة بالأطفال الذين ينامون على ظهورهم. منذ ظهور التعليمات التي توصي بوضع الطفل على ظهره أثناء النوم طرأ انخفاض بنسبة 40 بالمئة على حالات الموت السريري في الولايات المتحدة. وفي المقابل طرأ انخفاض على نوم الطفل على بطنه بنسبة 70 إلى 20 بالمئة. ويجمع معظم الباحثين على أن الانخفاض في حالات الموت السريري تعزى إلى تغيير عادات النوم لدى الأطفال.
- كاتب المقال: طبيب أطفال وأخصائي في الأمراض التلوثية في المركز الطبي كابلان ومركز صحة الطفل في ريشون ليتسيون من مجموعة خدمات الصحة الشاملة كلاليت