إن الفن من الأسباب الحقيقية لتوسيع مدارك الطفل وتزويده بالحرية التي تمنحه بدورها طفولة سعيدة.. ولابد للطفل من معين في تنمية نشاطه الفني، الذي يقوم بالأساس على فهم حاجاته وقدراته وطبيعة نموه.. والأهل والمدرسة هما المعنيان الأساسيان في تنمية نشاطه الذي يتغير بتغير سنه ومداركه..
ولا يمكن للطفل أن يقوم مساره دون أن نضع بين يديه الوسائل الفنية الصحيحة التي تساعده في تنمية إحساسه بالأشياء التي يرى ويلمس ويسمع.. فتستقل شخصية الطفولة..
وتتدرب ذاكرته.. وتصبح الأشياء التي يرسمها.. على سبيل المثال سبباً في أن يفكر ويتدرب على التفكير ويسير باتجاه معرفة مايريده وما يصنع.. وهذا من مكونات شخصيته العملية..وما دامت العائلة عندنا لاتدرك بشكل عام أهمية دورها التربوي أو لاتعرف تماماً السبل الكفيلة بتحقيق مهامها التربوية فإن المهمة ستقع على أساس ذلك على المدرسة فالمعلم وحده يستطيع أن يزرع الثقة في نفس الطفل.. الشيء الذي يجعله يستطيع التعبير عن نفسه ومن ثم ينمو طبيعياً.. لايشكو من الخلل الذي يتكون عادة من عدم الثقة بالنفس ومقدرتها.. ومن هنا تأتي أهمية اختيار المعلم للوسائل الجيدة التي يستطيع من خلالها الطفل، ومن قناعته بجودتها، التعبير بحرية عن مكنونات نفسه... ويسعد بما أنجزه فالطبشور الملون على سبيل المثال يخدم الأطفال بين سني الخامسة والثامنة والألوان المائية تخدم احتياجات الأطفال الذوقية والفنية بين الثامنة والعاشرة.
ومن الضروري أن يكون الورق من النوع الجيد.. مع تأمين أنواع وأدوات متنوعة تجعل الاختيارات أمام الأطفال واسعة ومشجعة في الوقت نفسه على تجريب طرق لاستخدامها كثيرة ومتنوعة.. وهذا الشيء يقوده بالتدريج للبحث عن أشكال متنوعة أيضاً.. ومن الموثبات والمحفزات التي تساعد على تنمية فن الطفل تشغيل عواطفه واستثمارها لتنمية وعيه وادراك شخصيته والمحيط.
إن احترام حرية التعبير عند الطفل هو من أسباب تفوقه.. كما أن تفهم المعلم والوالدين لأسئلة الطفل واحترامها ومناقشتها، وتقدير ابتكاره وعدم اعتباره خطأ فنياً في مجالات استمرارها وتقويمها.. يساعد كثيراً في تنمية مدارك الطفل.