من أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الصــدق
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
إن الصدق من الصفات الأساسية التى يجب أن يتحلى بها كل مؤمن
ومن الممكن أن يكون المؤمن جبانا أو بخيلاً ولكن لا يمكن أبداً أن يكون كذاباً
كما جاء فى الحديث الشريف :
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
أيكون المؤمن جبانا ؟ قال : نعم ، فقيل : أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال : نعم ،
فقيل له : أيكون المؤمن كذابا ؟ قال : لا
الراوي: صفوان بن سليم المحدث: ابن عبدالبر -
المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 16/253
خلاصة حكم المحدث: حسن
وأسمى درجات الصدق هو أن تكون صادقاً بلسانك ومصدقا بقلبك
ومحققاً لما تقوله بجوارحك وهذا المثلث المترابط لن يكون متكاملاً
إلا بأضلعه الثلاث المتساوية فى القيمة والأولوية .
فالزوجة الصالحة يجب أن تكون صادقة فى كل أمورها مع زوجها لا تحدثه إلا صدقاً
ولا تخفيه سراً ولا تضمر له غدراً ولا خيانة وقلبها يصدق ذلك
بالمودة والرحمة والحب وتأتى الجوراح كلها لتؤكد على هذا كله
بلمسة حانية أونظرة معبرة أو حتى إبتسامة رقيقة نقية وطاعته فى كل وقت وحين .
والصديق يجب أن يكون صادقاً مع صديقه لا يوافقه على خطأ
ولا ينصره فى ظلم ويجب عليه أن يوجهه بصدق دون مجاملة أو محاباة .
ويجب ألا ننسى جميعاً أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
عُرف قبل ظهور الإسلام بالصادق الأمين وبرغم جميع الصفات الطيبة
التى كانت تميزه صلى الله عليه وسلم إلا أن الصدق والأمانة
كانتا من أهم شيم الرجال فى عصر ما قبل الإسلام .
ثم جاء الإسلام مؤكدا ومؤيداً للأخلاق الحميدة التى كانت موجودة بالفعل قبل الإسلام .
أخى الكريم أختى الكريمة إن الصدق شجرة تنبت فى القلوب وثمارها لا تنضب
ولا تنتهى فلا تنسى أن ترويها بماء الإخلاص والنية الصادقة .
أقوال فى الصدق
من القرآن الكريم :
قال الله تعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾
التوبة 119
و من السنة المطهرة
وقال- صلى الله عليهوسلم-:
" عليكم بالصدق؛فإنالصدقيهدي إلى البر،والبريهدي إلى الجنة،
ولا يزال الرجل يصدق ويتحرىالصدقحتى يكتب عند اللهصديقًا"
السلف الصالح
- احفظالصدقفيما بينك وبين الله تعالى،والرفق فيما بينك وبين الخلق.
- الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه ,
ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله
ولا يكره أن يطلع الناس على السئ من عمله ،
فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من علامات الصادقين .
ابن القيم – مدارج السالكين
- حمل الصدق كحمل الجبال الرواسي لا يطيقه إلا أصحاب العزائم
. ابن القيم
- والله عز وجل معك على قدر صدق الطلب وقوة اللجأ ،
وخلع الحول والقوة ، وهو الموفق .
ابن الجوزي : صيد الخاطر