8 مارس عيد بأي حال عدت يا عيد
جميل أن نخصص يوما نحتفل به بنصف المجتمع الذي إذا أعددته أعددت شعبا عريق النسب، و هيأت أمة بكامل مقوماتها قادرة على رفع التحدي و تجاوز الصعاب.
لا ينكر احد ما تم إنجازه في مجال المرأة و حقوقها و مدى مشاركتها في المسرح السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي على الصعيد العالمي و الإقليمي و المحلي، لكن هذا لا يمكنه أن ينسينا أو يجعلنا نقر كما هو الشأن بالعديد من المسؤولين عندنا بأننا قطعنا أشواطا مهمة في مجال المرأة و انخراطها في بناء المجتمع بما في الكلمة من معنى.
لكن ما يجب الوقوف عليه و بشجاعة هو عن أي امرأة مغربية نتكلم، هل عن أولائك النساء اللواتي هيأت لهن كل سبل النجاح بحكم انتمائهن للطبقة الميسورة موقعا و ماديا ، أو عن السواد الأعظم من النساء اللواتي يقبعن في بيوتهن يكنسن و يطبخن و يربين أبناءهن بكل جد و تفان ، أو عن الجزء الذي يتمثل في نساء الدواوير و الجبال النائية التي مازالت التقاليد و الأعراف تحكمهن و تجعلهن يتزوجن لمدة يومين في سن العاشرة دون أي وثيقة كما هو الحال بضواحي خنيفرة و ما خفي أعظم.
إن الحديث عن تقدم نساء المغرب و انخراطهن في كل المجالات و تمكنهن من اقتحام العديد من الميادين بكل قوة و عزم أمر جميل، لكن كان سيكون من الأشياء التي سيفتخر بها المغرب لو أن الاهتمام و العناية تم إيلاؤها إلى ربات البيوت في العالمين الحضري و القروي. فأنا أرى أن هن اللوات يجب فعلا توفير جميع المتطلبات لهن لما يقدمنه للمجتمع من مواطنين صالحين مؤهلين لبناء مجتمع صالح قادر على رفع التحديات و تجاوز الصعوبات و المعيقات.
إن ما يمكن استخلاصه مما سبق و من التجارب العالمية و من التغيرات التي يعرفها العالم في الآونة الأخيرة هو أنه يجب أن نلتفت للعالم الآخر، العالم الذي حاولنا لعقود طويلة أن نحجبه عن العيون و أن نهمشه في كل الإصلاحات و التظاهرات و ما إلى ذلك.
إن الاهتمام بالنساء المهمشات في أنحاء المغرب، و العمل على توفير لهن سبل العيش الكريم لمن شأنه أن يرفع من وتيرة تقدم البلاد، و أن يقيها العديد من الكوارث و النكبات.
إننا لا نشك في الإرادة الحسنة و الجريئة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، و الذي تحدى جدار الصمت و داست قدماه أرضا لم يطأها من سبقه ليتفقد أحوال رعيته المهمشة هنالك. لكن المسؤولية الكبرى هي الملقاة على كاهل الحكومة و خاصة الوزارة المكلفة بالمراة و الأسرة و التضامن ، فالحكومة لابد من أن تنفض الغبار عن رأسها و تنزع النظارات التي تحجب الحقيقة عن عيونها و تشمر سواعدها للعمل الجدي أسوة بما يقوم به عاهلنا المفدى، العمل البيد عن كل المزايدات و التلاعبات و المناسباتية.
فكم يحز في النفس عندما نرى العديد من الفعاليات السياسية و المدنية لا تتناول موضوع المرأة و لا الطفل إلا في مناسبات معدودة على رؤوس الأصابع و يغب ذلك طوال السنة.
و ختاما لا يسعني سوى أن أنوه بالدور الفعال الذي تقوم به المرأة المغربية رغم التهميش الذي يطالها من المجتمع المدني و السياسي و الذي في غالب الأحيان يجعلها ورقة للمزايدات الانتخابية و ما إلى ذلك، كما لا يفوتني أن أدعوها للعمل من أجل إحقاق قضيتها و قطع الطريق أمام السماسرة الذين و اللوات يتخذون من قضية المرأة المغربية مطيرة لقضاء العديد من الأغراض الخاصة البعيدة عن نبل القضية و تطوير وضع المرأة الغير العاملة و ربة البيت.
بقلم : ESSAGHIRI