في العديد من الأسر ، نلاحظ أن تربية الأبناء، تنهال بكل ثقلها على عاتق الأم، بحجة أن الأم هي من عليها تربية و رعاية الأطفال ، فيما على الوالد العمل حتى يوفر لهم لقمة العيش، و خصوصا عندما تكون هذه الأم ربة منزل، و كل أعمالها تتعلق بالاهتمام بالمنزل و تربية الأطفال. … يقصى الرجل من المشاركة في هذه المهمة و يجعل الأطفال يتربون و ينشئون بتربية أمهم، و هذا في حد ذاته خطأ كبير يقترفه الوالدين أو بالأحرى يقترفه الأب، لكون الأم ترغب و بشدة أن يشاركها زوجها في اهتمامها بالأطفال و تحب دائما أن يحس صغارها بقرب والدهم منهم و برعايته و حبه لهم ، و بأنها تستطيع أن توكل مهمة تربية الأبناء له لكن العديد من الأزواج يقابلون هذه الرغبة الملحة من الأم بنوع من الرفض، بحجج قد تكون تافهة، كونه مشغول ، و عليها العمل من أجل توفير حياة سعيدة لهم ، و كونه يأتي من العمل متعبا و عليه أن يرتاح بعد يوم شاق من العمل . لكن أين هو الوقت المخصص لأطفالك؟ و أين هي حقوقهم عليك عزيزي الأب؟ فتربية الأطفال من الأمور المعقدة و المركبة التي تحتاج إلى دعم و توافق الزوج مع زوجته، حتى يستطيعان نقل الأسس و المبادئ إلى أطفالهم. فحتى إن كانت الأم تجيد و تتقن تربية الأطفال و تعرف كيف تتعامل معهم ، و حتى إن كانت أما بما في الكلمة من معنى فكل جهودها ستذهب سدا إن لم يكن الأب حاضرا ، في السنوات الأولى لنشأة الطفل، و لا بد أن يظهر خلل في هذه التربية. لهذا ندعوا كل أب كيفما كان، و كيفما كانت ظروفه أن يخصص حيزا و مجالا لأطفاله و يشارك في العملية التربوية، فتربية الأبناء تأتي في المرتبة الأولى قبل أي شيء و هذا ما لا يجب على الأب نسيانه، وعليه أن يحاول دائما أن يدعم زوجته و يقف إلى جانبها و يشاركها في تربية جيل الغد .