الشهادتان ومبادىء الإيمان
أول جزئية أريد أن أتكلم فيها معكم هي عقيدتنا كمسلمين والتي اسمها الإيمان لابد للإنسان من أجل أن يكون مؤمناً أن يشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن يؤمن بالله والملائكة والرسل والأنبياء والكتب السماوية واليوم الآخر لأن فيه هناك يوم سنحاسب فيه جميعاً ونبدأ بالشهادتين : فقد تكون فينا الكثيرات لا يعرفن أن ينطقنهما النطق الصحيح فعندما نقول:أشهد أن لا إله إلا الله، فكثيرات منَّا ينطقن النون في "أنَّ" وهذا خطأ لأن هذه النون تكتب ولا تقرأ فهي من الحروف الساكنة وجملة "أشهد أن لا إله إلا الله وأن ومحمداً عبده ورسوله": هاتان الشهادتان معناهما: أن نتيقن ونتحقق ونعلم علم اليقين أن الفعال لما يريد هو الله وأن الضار والنافع هو الله وأنه ما من شيء يحدث في الكون إلا بإذن الله ولو اعتقدنا هذ لن نتعب في حياتنا أبداً لأن كل المشاكل التي تحدث تكون نتيجة عدم رضائنا عن قضاء الله ولذلك عندما جاء سيدنا جبريل للرسول يعلمه ويعلم من حوله فقال له {ما الإسلام؟وما الإيمان؟وما الإحسان؟} قال{يا مـحمدُ أَخْبِرْنِـي عن الإِيْـمَانِ مَا الإيـمانُ فقالَ:الإِيْـمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ والـيومِ الآخِرِ والقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ }[1] عندما نرى أركان الإيمان نجد أننا جميعاً من الناجحين فيها "أن تؤمن بالله والملائكة" فجميعنا يعلم أن الملائكة أجسام نورانية لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون ولا ينامون فكل شغلهم هو عبادة الله التي كلفهم بها الله وليست العبادة وحسب فهناك منهم من يكتبون أعمالنا على اليمين وعلى الشمال ومنهم من هم مكلفين بحفظنا{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} فعندما ينام الإنسان تحرسه الملائكة التي معه واحد عند الرأس وواحد عند الرجل ولذلك لا يستطيع أحد أن يؤذيه لأنه في حفظ ملائكة الله وهناك من يأتي بالأرزاق وهناك من يسيّر السحاب وهناك من يجمع الماء وهناك من يحرس النبات وهناك من يضع الطعوم والروائح للنباتات وهناك من يضع الحجم للثمار كل هؤلاء يعملون عند الله كما أمرهم الله {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} فنحن نعلم الملائكة وكذلك الكتب السماوية والأنبياء والمرسلين لكن ما نحتاج جميعاً إلى التوقف عنده هو : والرضا بمر القضاء وهذا شرط من شروط الإيمان فلكي يجتاز الإنسان امتحان الإيمان بنجاح عليه أن يرضى بقضاء الله أي إذا أصابنا شيء بغير إرادتنا ولا بد لنا فيه، ماذا نفعل؟ وهنا نأتى إلى القضية الأولى وهى الرضا بالقضاء وهى النقطة المهمة التي لا نأخذ بالنا منها ولكنها أهم جزئية في الإيمان قال النبي فيها عندما سأله جبريل علي السلام :يَا مُحَمَّدُ مَا الاْيمَانُ؟ قَالَ{أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ}[2] لابد أن نرضى عن الله وجاء فى الأثر{لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع}[3] فلو الإنسان ربنا أطلعه على الغيب عنده يختار الذي وضعه الله فيه الآن لأن الله يختار لنا أفضل شيء وأحسن شيء، لكن من طبيعة الإنسان العجلة فنظل مستعجلين على هذا الأمر ولذلك بعد فترة عندما ربنا يقدر لنا الله الأقدار ترجع الواحدة تقول فعلاً ربنا بيختار الأحسن وعندها ترضين عن الله لكن بعد مرور كم من الأيام أو السنين وبعد ما قد عاشت الواحدة فى الهم و الغم لماذا لم ترضين عن الله أولا؟يجب أن نرضى عن الله ففى أى أمر يكون هذا الرضا المطلوب وكيف يكون ؟ في الأمور التي لا نقدر أن نفعل معها شيء وإنما ننظر إلى حكم الشرع فيها، وننفذه مثلاً: بنت بلغت سن الزواج ولم يتقدم لها أحد: هنا هي محتاجة الرضا عن الله وتدعو الله من أجل أن يفتح لها الباب وترضى بقضاء الله لكن الذي يحدث الآن أن البعض فينا تجلس تندب حظها وتقول لماذا وتقول لماذا أنا التي لم يطرق عليها الباب؟ لماذا أنا لم يأت أحد ليخطبني؟أنا لا أعرف ربنا غضبان عليَّ ليه؟لماذا لايحبنى الله ؟ هذا حرام إذا قالت هذا الكلام يبقى وقعت في الحرام لماذا؟ لأن ربنا بيحبنا كلنا لأننا مؤمنين ويختار لنا الأحسن والأفضل ونحن لا نعرف أين الخير أسمعن قول الحبيب المصطفى بلسم النفوس والأرواح قال {ما يُصيبُ المسلمَ من نَصبٍ ولا وَصَبٍ ولا همّ ولاَحَزَن ولا أذى ولا غَمّ ـ حتى الشَّوكةِ يُشاكها ـ إلا كفَّرَ اللهُ بها من خَطاياه }[4] وومما شاع من الأثر {مرض يوم يُكَفِرُ ذنوب سنة} فالذي يمرض يوماً ربنا يكفر عنه ذنوب سنة بشرط: ألا يشكو الله إلى خلقه كأن يقول: اشمعنى أنا اللي جايب لي هذا المرض ؟ إشمعنى أنا اللي جبت لي التعب ده سايب فلانة ومش بتصلي هذا لا يؤخذ أجراُ وإنما يأخذ وزراً وإذا واحدة ربنا أكرمها وأخذ منها بنت أو ولد وهو صغير في السن ؟ يبقى يا هناها لكن متى؟ إذا قالت {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } {يقول اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَع، فَيَقُولُ اللَّهُ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ }[5] لكن إذا قالت اشمعنى أنا اللي أخذت ابني اشمعنى أنا اللي لم تتركه لي يبقى دي عايزه تشارك ربنا في أحكامه يبقى ليس لها أجر كذلك من عندها ابن عزيز أو زوج وتوفَّاه الله: هل يستطيع أحد أن يمنع عنه الموت؟ أبداً حتى لو اجتمعت أطباء الدنيا لا يستطيعون أن يمنعوا عنه الموت لا هل فينا من يستطيع أن يؤخر أو يقدم؟ لا لأن الله قال {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} إنه حكم الله إن كان أب أو أم أو أخ أو أخت أو ابن أو زوج أو أي أحد فكل ذلك بأمر الله هذا الموت والذي حدده الله هل يُعاقب الله أحداً بالموت؟كأن يذنب إنسان فيعاقبه الله بالموت أو يميت له أحد أحبابه؟كلا ولكن الموت هو انتهاء العمر الذي قدره الله وقال فيه{قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } وهنا لو علم المولي أن الحياة أفضل له كان تركه أم أخذه؟ كان تركه، إذاً لماذا أماته؟ لأنه يرى أن هذا أفضل له ماذا نعمل هنا؟الدين أمرنا أن نصبر يعني أي لا نقول أي قول يغضب الله ولا نعمل أي عمل يخالف شرع الله [1] حدثنـي عُمَرُ بنُ الـخطابِ قالَ: بَـيْنَـمَا نـحنُ عندَ رسولِ الله ذاتَ يومٍ إِذْ طَلَعَ رجلٌ شديدُ بـياضِ الثـيابِ شديدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى علـيهِ أَثَرُ السَّفَرِ، ولا نَعْرِفُهُ، حَتَّـى جَلَسَ إلـى رسولِ الله، فَأَسْنَدَ (رُكْبَتَـيْهِ إلـى رُكْبَتَـيْهِ ووَضَعَ كَفَّـيْهِ عَلَـى فَخِذَيْهِ ثم قالَ: يا مـحمدُ، أَخْبِرْنِـي عن الإسلامِ، مَا الإسلامُ، قالَ رسولُ الله: «الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وأَنَّ مـحمداً عبدُهُ ورسولُهُ وتقـيـمَ الصلاةَ وتُؤْتِـيَ الزَّكَاةَ وتَصُومَ رَمَضَانَ وتَـحُجَّ البـيتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ السبـيلَ» فقالَ الرجلُ: صَدَقْتَ، قالَ عُمَرُ: عَجِبْنَا لهُ يَسْأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ ثم قالَ: يا مـحمدُ، أَخْبِرْنِـي عن الإِيْـمَانِ مَا الإيـمانُ فقالَ: «الإِيْـمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ والـيومِ الآخِرِ، والقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ»، فقالَ: صَدَقْتَ، فقالَ: أَخْبِرْنِـي عن الإِحْسَانِ فقالَ: «الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تراهُ فَإِنْ لَـمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»قالَ: فَحَدِّثْنِـي عن الساعةِ مَتَـى الساعةُ قالَ: «مَا الـمسئولُ بِأَعْلَـمَ بِهَا مِنَ السائلِ» قالَ: فَأَخْبِرْنِـي عن أَمَارَتِهَا قالَ: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وأَنْ تَرَى الـحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فـي البُنْـيَانِ»، ثم انْطَلَقَ، فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَلَبِثْتُ مَلِـيًّا، ثم قالَ لِـي رسولُ الله: «يا عُمَرُ، مَا تَدْرِي مَنِ السائلُ»، قلتُ: الله ورسولُهُ أَعلـمُ، قالَ: «ذاكَ جَبْرَئِيلُ علـيهِ السلامُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّـمُكُمْ دِيْنَكُمْ» (سنن البيهقي الكبرى)[2] صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن ابن عمر) من حديث طويل في رد سيدنا محمد على أسئلة جبريل عليه السلام.[3] في تفسير روح المعاني لمحمود الألوسي ذكر هذه الجملة[4] (صحيح البخاري) عن أبي هريرةَ. [5] سنن الترمذي عن أَبِي مُوسَىٰ رضيَ اللَّهُ عنهُ