مخالفات خطيرة ومهلكة
ومن المخالفات الخطيرة التى تقع فيها بعض المسلمات عند موت الأحبة :التعديد - فإذا عدَّدنا أعماله وقلنا كما يقول بعض الناس كيف نعيش بعدك؟ ولمن تركتنا؟ يا سبعى يا جملي كيف نعيش بعدك؟ وتركتنا لمن؟ ومن يجيب لنا من بعدك ويفتح علينا الباب غيرك ؟ وهل هو إله يرزق؟ الإله موجود والرزاق هو الله فلماذا نقول هذا الكلام؟ بدل ما نقول كده نقول: ربنا يرحمك ربنا يغفر لك ربنا يدخلك مع الأبرار وفى ذلك يقول المصطفى{الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ إِذَا قَالُوا:وَاعَضُدَاهْ وَاكَاسِيَاهْ وَانَاصِرَاهْ وَاجَبَلاَهْ وَنَحْوَ هذَا يُتَعْتَعُ وَيُقَالُ: أَنْتَ كَذلِكَ؟ أَنْتَ كَذلِكَ؟}[1] يعني يعايرونه بالكلام الذي تقوله ولذلك نحن لا نقول هذا الكلام أبداً وانظروا إلى فقه الصحابيات من هو الرازق فى أعينهن وعلى من يتكلن ويسندن ظهورهن اسمعن واحدة من الصحابيات زوجها سافر إلى بلاد الشام فقالت لها النساء: ماذا ستفعلين وزوجك كان يحضر لك الخير؟ لم تكن هناك مرتبات مثل اليوم كان الرجل يسعى في الصباح ويحضر الأكل في الظهر، فقالت لهم وكانت امرأة فقيهة (زوجي منذ عرفته أكَّال والله هو الرزاق يذهب الأكَّال ويبقى الرزاق) هي تعرف الحقيقة زوجك ماذا يفعل؟ بيأكل لكن الذي يطعمني أنا وهو والأولاد والجميع هو الرزاق هو الله فهل هذا يفوت أو يموت حاشا لله وتنزه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا وهذه أمور معروفة لكنَّ جميعا لكنها ما أنزل الله بها من سلطان فأمور الندب والنياحة على الأموات مثل بعض الناس عندما يريدون أن يظهروا أن الميت عزيز عليهم يحضروا ندَّابة مخصوصة تقول ويرددوا خلفها ومثل هذه في نار جهنم هي ومن يردد خلفها إن لم يتب الله عليهن كل هذا محرمٌ وممنوعٌ منعا باتا أن نفعله بأى حال من الأحوال وممنوع أيضا شق الثياب ولطم الوجه وهذا أمر خطير وقد يكون مع الواحدة عند سماع الخبر مثلا أو كلما هيجت عليها هاتيك الشيطانات الندابات الأحزان إذاً علينا ألا نقول ولا نفعل ما يغضب الله فمن تلطم الوجه أو تشق الثياب أو تكشف شعرها أو تتمرغ على التراب فقد أغضبت الله وهذا أمر شديد الخطرة للغاية يأخواتى المؤمنات ثم هل من تفعل ذلك هل ستعيد الميت؟ أبداً ولكنها باءت بالإثم والذنب والوزر وحرمت من أجر الصابرين ولذلك قال الحبيب {لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَىٰ الْجَاهِلِيَّةِ}[2] والجيوب هى فتحة صدر الثوب يعنى الملابس وهذه تكون دخلت في غضب الله ربما تقول: لم أكن مالكة لنفسي وكنت زعلانة لكن النبي قال {إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى }[3] يعنى تعرف الصابرات عند الصدمة الأولى عند تلقى الخبر وليس بعد وليس بعد ما يبرد الأمر تقول أنا صابرة وراضية بعد ما تكون أخطات كذا وكذا وهذه الأقوال التى ذكرناها هى من دعوى الجاهلية فمن تقل أنت تركتنا لمين وكيف نعيش بعدك؟ وكل هذا الكلام الذي لا يلزم تصبح آثمة ومذنبة عند ربِّ العالمين وتحرم أجر الصابرين هؤلاء الصابرون الذين أمرنا الله أن نكون منهم فالمؤمن والمؤمنة لا يعملان شيئاً يغضب الله ولا يقولان قولا يغضب الله هذا هو الرضا بالقضاء أسمه الصبر على أمر الله أو قضاء الله يعنى راضون بالقضاء من ربنا ونحن صابرون على لوعة فراق أحبتنا و مرارة شوقنا إليهم ونوقن أنك لم تفعل لهم ولنا إلا الخير فالصابرة التي تفعل ذلك ما أجرها؟أقل أجر للصابرين أنهم سيدخلون الجنة بغير حساب{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} فمن يصبر يأتي يوم القيامة فينادى منادى الله أين الصابرون؟فيقومون فيأمر بهم إلى الجنة بلا ميزان أو كتاب أو صراط وذلك لأنهم صبروا يعنى أي التي يموت عندها أحد وتصبر ولا تعمل شيئاً يغضب الله جزاؤها أن تدخل الجنة من غير حساب لا ينصب لها ميزان ولا يوقفونها في أرض المحشر ولا ترى هناك هم ولا فزع ولا الملائكة تعنفها في القبر ويحاسبونها حساباً شديداً لأنها تطلع من هنا على الجنة لأنها صبرت على أمر الله إذاً ربنا بالنسبة لنا غفور رحيم وتواب وكريم ولذلك فالنبي في إحدى الغزوات رأى امـرأة من الكفار ابنها تاه عنها وهى تبحث عنه هنا وهناك بكل لوعة وخوف إلى أن وجدته فارتمت عليه واحتضنته وأرضـعته فقال لهم {أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لا فَقَالَ : لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا} [4] ربنا أرحم بعباده المؤمنين من هذه المرأة بابنها لأن رحمته واسعة ومن رحمته بنا في الدنيا أنه جاءنا ببعض النكد أو الهمِّ أوضيق في الرزق أو تعب أو مرض ليه؟لو كان علينا شيء من الذنوب؟فهذه المتاعب التى نصبر عليها تطهِّرها فيترك الإنسان الدنيا وليس عليه ذنب لله فإذا قابل الله الكريم فإلى جنات النعيم فإذا كان هذا جزاء الصبر ولكن ما العمل إذا اشتدت المصيبة على الواحدة منا فماذا يجيز لنا الدين من تعبير عن الحزن أو اللوعة أو الحرقة والألم؟يجوز لنا أن نبكي و أن تحزن قلوبنا لأن النبي سمح بالحزن و بالبكاء وقال {تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ ولا نَقُولُ إلا ما يُرْضِي رَبَّنا} [5] فلا مانع من أن يحزن القلب يكون الحزن فى القلب ولايتعداه فتحدث المخالفات ويجوز العين تبكي ولكن بكاءاً خفيفاً وليس بكاءاً كثيفاً يؤذي العين أويُمْرِض فالمسلمة التي سترضى عن الله هي التي تعمل كما قال رسول الله عندما توفى ابنه الوحيد وهو طفل عمره ستة شهور فقال {تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ ولا نَقُولُ إلا ما يُرْضِي رَبَّنا والله إنا بكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ} [6] وهذا يعنى أنه لم يزد عن أن قال والله إنا بك ياإبراهيم لمحزونون كل ما علينا هنا أن نسمع القرآن إن كان من المسجل أو من إذاعة القرآن الكريم لأن القرآن تنزل تلاوته وسماعه على القلب برد الرضا ونور الرحمة فيساعدنا على الصبر ويقوينا على إحتمال المصيبة كما أن تشغيل القرآن فى المكان عند هذا الوقت يساعد على ردع النسوة الشيطانات الندبات وأمثالهن من صاحبات السوء ويقوى النفوس على أن تستسلم وترضى بقضائه ويجوز لنا أن نزور المقابر ولكن عندها يجب أن يكون ذلك بالأدب بان نقول"السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون" السلام عليك يا فلان أو السلام عليك يا فلانة" لكن إذا كنا سنفعل ما يغضب الله فيجب علينا ألا نذهب وما هذا كله إلا لأن الله لايريد أن يضيع أجرنا الذى ادخره لنا ولكن الشيطان لعنه الله يريد ذلك ويذهب له بكل الوسائل فالذي يحدث أن الشيطان يريد أن يضيع منَّا الثواب ويحرمنا منه لأنه عدونا {الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } فهو عدو ملازم لنا، ويريد أن يضيع منا هذا الصبر حتى لا نأخذ أجراً فيظل ورائنا إلى أن نعمل شيئاً يغضب الله حتى لو الواحدة صابرة وراضية ومستقرة وتسمع القرآن فتأتى جارتها وتقول لماذا هم في سكون ألم يحزنوا عليه؟ مثل هذه تعتبر شيطانة من شياطين الإنس أتت لتبعدها عن الرضا عن الله لكن المؤمنة يجب أن تفعل ما أمر به الله وما وصى به رسول الله في سنته الشريفة وبعدين يجى الشيطان يدور عليها ثانى ويبعث لها واحدة ثانية وواحدة ثالثة من صويحباتها تقول لها: أنت ساكتة ليه هيقولوا عليك أنك مش زعلانه عليه هيقولوا عليك فرحانة فيه لازم تعملي حاجة تظهرى بها بأنك حزينة على فراقه ما هذا الكلام؟هذا كلام الجاهلية يا إخواننا هذه شيطانه على طول كما قلنا لكن المؤمنة التي تقول لها: اصبري وصابري هذا أمر الله ولازم نصبر على أمر الله وتسكنها هذه المؤمنة التي لها أجر عند الله أسرار وأمور أخرى قد لاتخطر على بالكم فى أي أمر من أمور الدنيا الذي نتعرض له جميعاً مثلاًعندنا أولاد طلبة يذاكرون ما الذي علينا تجاههم؟نوفر لهم ما يحتاجون إليه فإذا أراد درس خصوصي نعطيه وإذا أراد كتاباً نشتريه وإذا أراد مكاناً مريحاً في المنزل علينا أن نجهزه له وإذا أراد أن يأكل نجهز له الطعام والشراب هذا ما علينا فقط تجاهه فليس علينا مثلاً أن نمسك الكتاب ونذاكر بدلاً منه فإذا عملنا ما علينا ؟ وهو كذلك عمل ما عليه ؟فعلينا في النهاية أن نرضى بقضاء الله، لأنه يختار الأفضل والأحسن لعباده المؤمنين والدليل على ذلك أنه عندما تحدث لنا بعض الأمور بمرور الوقت نقول: فعلاً لقد اختار الله لنا الأحسن لكن في وقت الحدث ولأن الإنسان من طبيعته القلق والتسرع والعجلة لا يرضى عن القضاء في وقته لكن عندما يرجع لعقله ويزن الأمور يجد أن الله اختار له الأفضل والأحسن وذلك كما بينه لنا النبى عندما أخبرنا أننا لو كشف الله لنا عن الغيب ورأيناه لرضينا بما اختاره سبحانه لنا لأنه يختار الأفضل والأحسن للمؤمن في هذه الحياة إذاً أساس الإيمان هو الرضا عن قضاء الله ولو أتينا بميزان حساس ووزنا به جميع الناس سنجدهم متساوين في النعم التي أعطاها لهم الله كيف؟ فإذا أعطى الله إنسان زيادة في المال ؟ يأخذ منه شيء آخر من النعم لا نشعر به وأعطاه للفقير وإذا كان قد أخذ من الفقير المال فقد أعطاه راحة البال فنجد أن جميع النعم الظاهرة والباطنة في النهاية يتساوى الكل فيها لكن المهم هو من يرضى بقضاء الله وعلى المؤمن ألا ينظر إلى المظاهر لأن ما يتعب الناس جميعاً هو النظر إلى المظاهر كأن تقول المرأة: فلانة هذه حظها أحسن مني فأنا أراها في كذا وكذا وهي لا تراها على الحقيقة وفي الداخل فلو اطلعنا على الدواخل سنقول الحمد لله فنحن في نعم لا يحصيها ولا يعدها إلا الله جل في علاه فمن أعطاها الله بنات فإن الله يعلم بغيبه العلىَّ أن الأفضل لها أن تكون ذريتها بنات ذريتها بنات وكذلك من أعطاها ذكوراً فقط، فهو يعلم أن الأفضل أن الأفضل لها أن تكون كذلك ومن لم يعطها مطلقاً فإنه يرى أن هذا أحسن لها {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً} لماذا؟ هذا لحكم لا يعلمها إلا الله وعلينا جميعاً أن نرضى ونسلم لقضاء الله وأمره ولو فتشنا في كل المشاكل التي تحدث لوجدنا أن سببها عدم الرضا بالقضاء ومن أسرار الرضا بالقضاء أنه العلاج الناجع والوحيد والقادر على إجتثاث الحقد والحسد السائد بين الناس ما سبب هذا الحقد والحسد ؟عدم الرضا بالقضاء كأن تقول الواحدة لماذا فلانة ربنا أعطاها كذا ولم يعطني فيأتى الحسد والحقد من هذا الباب فمن الذي أعطاها؟ الله ومن الذي أعطاني؟ الله بذلك يكون الله قد أعطاها ما يناسبها وأعطاني ما يناسبني ولو أننا وزنا الاثنين لوجدناهما متساويان لكنا لا نشعر فقد تقول الواحدة مثلكم على غيرها أنَّ فلانة هذه زوجها آية إنه يعاملها معاملة كريمة أما زوجي فصفته كذا وكذا ومعظمنا غير راض عن هذا الموضوع لأنها تريد أن يكون زوجها عجينة في يدها تخبزها كما تريد أو تصبح غضبانة وحزينة ولماذا أعطاني الله هذا الزوج؟ لكنه سبحانه يختار بعلم وكما قلنا يختار لنا الأفضل والأحسن في الدين والدنيا والآخرة أفلا نرضى إذاً باختياره لنا ونصر على إختيارنا ومن الممكن إذا أعطى الله الواحدة زوجاً كما تريد فقد تبعد في هذه الفترة عن دين الله لأنه قد يأتي لها بالأموال التي تريدها فتتصرف كما تريد والنفس تميل إلى المعاصي فتفكر أن تنفق هذه الأموال فيما يغضب الله لكن إذا رزقها الله بزوج حازم وشديد فذلك لتقول: يا رب ولكي تعرف الله وتدعوه الله وهذا لمصلحتها فأهم شيء في الإيمان أن ترضى المرأة بما قضى الرحمن أى في الأشياء التي ليس لنا يد ولا دخل فيها فليس من الرضا بالقضاء أن يكون في وسعها دفع البلاء ولا تدفعه مثلاً مرضت واحدة فتقول طالما أن الله هو الذي أتى لي بالمرض علىَّ أن أرضى وأسلم فيقولون لها:إذهبي إلى الطبيب؟ تقول: لا بل سأرضى بقضاء الله أو إذا قالوا لها تناولي العلاج والدواء؟ تقول أنا مسلمة لقضاء الله مثل هذا ليس تسليم وليس رضا فالتسليم والرضا هو في الأمور التي لا نملك ردها ولا دفعها قال الحبيب {إِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا}[7] فيلزم هنا أن نذهب إلى الطبيب ونأخذ الدواء لكن نعتقد أن الشفاء من الله لا من الطبيب ولا من الدواء فإذا لم يحدث الشفاء لسبب ما أراده الله فلا نخرج عن الرضا بالقضاء والقدر والتسليم لله لأننا نحن جميعاً نريد أن نمشي في الدنيا على حسب هوانا ولا يحدث إلا ما نريده وكذلك نريد من ربنا أن يمشي أيضاً على هوانا ويعمل ما نريده ولو لم يفعل الله لنا ما نريده وكما نريده وقتما نريده نغضب منه ونشتكيه يعنى الواحدة تقول: لماذا فعل الله لي كذا وكذا دون فلانه وفلانه؟ لماذا رزقني الله هذا الزوج الذي يعيشني في نكد وأنا كنت أستاهل أحسن من كده؟لماذا كذا وكذا؟مثل ذلك اعتراض على قضاء الله وخروج عن دائرة الإيمان لكن المؤمن لا يعترض على قضاء الله أبداً[1] سنن ابن ماجة عَنْ مُوسٰى بْنِ أَبِي مُوسٰى الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ[2] صحيح البخاري ومسلم عن ابن مسعُودٍ رضَي اللَّهُ عنهُ. [3] سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ[4] متفق عليه عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.[5] مسند الإمام أحمد [6] مسند الإمام أحمد عن أنس [7] رواه أحمد عن أَنَسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ.