ماذا تعني برودة الشمس لمناخ الأرض؟
الشمس بدأت تبرد، فهل سيؤثر ذلك على الأرض؟
ذكرت صحيفة جارديان أن نشاط الشمس بدأ يهدأ ويبرد الأمر الذي أثار جدالا بين العلماء المختصين حول مدى البرودة التي ستصل إليها، وما يعنى ذلك لمناخ الأرض.
وقالت إن الهيئة الوطنية لإدارة أبحاث الملاحة الجوية والفضاء بأميركا (ناسا) لم تسجل بقعا شمسية على مدار 266 يوما العام الماضي (مستوى سكون لم يُشاهد منذ 1913) ويبدو أن 2009 سيكون أهدأ.
كما أن ضغط الريح الشمسية بأدنى مستوى له منذ خمسين عاما وأصبح هذا النجم أعتم مما كان منذ عشر سنوات.
ومن المعلوم أن البقع الشمسية هي أكثر العلامات المرئية على نشاط الشمس، فهي أشبه بجزر مغنطيسية على سطح الشمس حيث يكون الحمل الحراري مكبوتا، مما يجعل الغاز المنبعث أبرد وأعتم عند رؤيته من الأرض. وحقيقة أنها تتلاشى يعني أننا نتجه نحو حقبة من الخمول الشمسي.
ويختلف النشاط الشمسي على مدار دورة من 11 عاما، لكنه الآن يمر باختلافات وتقلبات أطول أمدا يمكن أن تدوم نحو قرن من الزمان.
وقال مختصون بجامعة كامبريدج والمعهد الفدرالي السويسري للعلوم والتقنية المائية بدوبندورف إن "دورة الـ11 سنة بدأت منذ عام أو عامين" وتنبأوا بانتهاء النشاط الشمسي المرتفع الطويل الأمد الذي ظل من قبل الحرب العالمية الثانية، وأن الانخفاض الآن سيصل إلى أدنى نقطة له نحو عام 2020، بناء على مستويات النظائر المشعة التي تتراكم على قشرة الأرض عندما تسمح الرياح الشمسية الضعيفة للأشعة الكونية بالنفاذ إلى الغلاف الجوي للأرض.
وأضاف الخبراء أن هناك فرصة بأننا قد نتجه نحو درجة تدن عميقة كالتي كانت معروفة بالقرن السابع عشر باسم "موندر مينيمم" أو أدني تحرك.
وتساءلت جارديان: هل يجب أن نتوقع تجمدا آخر؟ وقالت إن أولئك الذين يزعمون أن الارتفاع بدرجات الحرارة التي شهدناها على مدار القرن الماضي هي بالغالب نتيجة نشاط شمسي كثيف قد يجادلون بأننا نتجه نحو تجمد آخر.
وأضافت أن معظم العلماء يعتقدون أن الإنسان هو المتهم الأول عندما يتعلق الأمر بالاحترار العالمي.
وأكد ذلك أحد العلماء بإشارته إلى أن الجليد بقي بأوروبا بعد نشاط شمسي طويل التقط من حقبة "موندر مينيمم".
وأضاف: حتى إذا حدثت فترة انخفاض مشابهة أخرى، فمن المحتمل أن تسبب هبوط درجات الحرارة على الأرض بمقدار عشر درجة مئوية، نسبة لا تذكر مقارنة بالارتفاعات الأخيرة. ونصحوا بعدم الاستغناء عن كريم مقاومة الشمس.