بسم الله الرحمن الرحيم
لقد عدد رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بعد أن هاجر إلى المدينة ، ولم يكن بهذا التعداد بدعاً من الناس .
فأمم الأرض وكل الناس يعددون نساءهم .
بل كانوا يبالغون في التعداد حتى وصل ببعضهم إلى أكثر من سبعمائة زوجة دون الإماء .
فالعرب يتزوجون بأكثر من عشر نساء ، فهذا غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة
وقال له صلى الله عليه وسلم : ( اختر منهن أربعاً وفارق سائرهن ) .
وقد كان الأثنيون والصينيون والبابليون والأشوريون والمصريون وغيرهم يعددون الزوجات .
كما أن اليهود يعددون النساء ، فهذا نبي الله سليمان لديه سبعمائة من الحرائر وثلاثمائة من الإماء .
وكانت الكنيسة النصرانية تأذن في التعدد ولا تعارض فيه .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عدد نساءه وتزوج بتسع ، فكن في عصمته في آن واحد إنما فعل هذا بأمر الله تعالى وحكمته : قال تعالى ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) . سورة الأحزاب الآية 37
وقال تعالى ( مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ) . سورة الأحزاب الآية 38
وقال تعالى مبيناً أن الله هو الذي أحل لرسوله تعدد الزوجات :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ ). سورة الأحزاب الأية 50
فزواج الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو زواج بأمر الله تعالى .
فالأمر رباني لا يجوز القياس عليه ، فهو خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز لأحد من أمته صلى الله عليه وسلم أن يزيد على أربع نساء ، مدعياً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج تسعاً .
والذين ينتقدون نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم - ويصفون المسلمين بأنهم شهوانيون هؤلاء مخطئون كل الخطأ .
ولو كان صلى الله عليه وسلم شهوانيا لتزوج وهو في عزِّ شبابه ، حينما كانت الرغبة إلى النساء قوية ،
ولكنه لم يعدد إلا بعد أن كبر وضعفت فيه الرغبة إلى النساء
وقد كان في شبابه مكتفياً بخديجة بنت خويلد - رضي الله تعالى عنها - التي تكبره بخمس عشرة سنة . فقد كان عمرها أربعين سنة ، بينما كان عمره صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة ، وعاش معها حتى توفيت رضي الله عنها، وقد تجاوز صلى الله عليه وسلم الخمسين من عمره .
ثم إن النساء اللاتي تزوج بهن كلهن ثيبات عدا عائشة - رضي الله عنها - .
وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم - إحدى عشر امرأة - وهن :
1- خديجة بن خويلد رضي الله عنها .
2- سودة بنت زمعه رضي الله عنها .
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها .
4- حفصة بنت عمر رضي الله عنها .
5- زينب بنت خزيمة رضي الله عنها .
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية رضي الله عنها .
7- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها .
8- جويرية بنت الحارث وكان اسمها برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية .
9- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها .
10- صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها .
11- زينب بنت جحش رضي الله عنها .
وقد مات - صلى الله عليه وسلم - عن تسعٍ منهن .
وماتت خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة – رضي الله عنهما – قبله صلى الله عليه وسلَّم .
وهو قول أصحابه - رضي الله عنهم - كما رواه عنهم الأئمة في كتبهم الصحيحة :
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في ليلة واحدة ، وله تسع نسوة . رواه البخاري .
وأما إماؤه فقد كان له صلى الله عليه وسلم أربع إماء .
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -:
قال أبو عبيدة : كان له أربع : مارية وهي أم ولده إبراهيم ، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي ،
وجارية وهبتها له زينب بنت جحش . زاد المعاد " ( 1 / 114 )