لماذا لا نفرح كالأطفال؟

مقالات محمد عواد - كانت صدفة جميلة أن ترى لحظة أخذ طفل صغير لا يتجاوز عمره الأربع سنوات لدرهمين فيركض نحو ماكنة العلكة وهو يتراقص فرحاً ومرحاً ويشتري من هناك ما يريد، ويعود سعيداً للغاية راسماً ابتسامة على وجهي بشكل لا إرادي رغم أنني لا أعرفه.

بعدها استمريت في التجول داخل "المول" لأجد نساءً ورجالاً يشترون من المحلات المختلفة وبأسعار متفاوتة ولا أحد يخرج على وجهه تلك الفرحة (لا أطالبهم بالقفز طبعاً لكن ابتسامة)، هذا أمر جعلني أحك رأسي قليلاً وأقف حائراً أمامه.
لا أخفيكم عجزي عن تفسير هذا فأنا أيضاً من الواقعين في نفس الفخ، فلا أستطيع أن أفرح من داخلي بقدر فرحة ذلك الطفل الخارجية ولا أعرف ما السبب، هل هو مرورنا بتجارب صعبة كثيرة في حياتنا جعلت المساحة المتاحة للفرح أقل؟ .. لا تقولوا لي سياسة وهزائم فحتى من يهزمنا لا يفرح نفس الفرحة...هل هو إدراك أن لا فرح دائم ولا حزن دائم؟
لا أعرف السبب صراحة ... لكنني أعرف شيئاً واحداً وهو : " أننا لا نستغل مساحة الفرحة الحقيقية التي نستطيع تحقيقها وتجعلنا نشعر كمن يسود الكون للحظات"...لذلك ربما علينا أن نحاول!