بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا حمدا ... والشكر له شكرا شكرا ... وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له ...
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ...
فاني لما أرى للذكر من أفضال وفوائد ظاهرة وغير ظاهرة ... أحببته ....
أحببت ذكرا الله لأنه يطمئن النفس ... ويشفي القلوب ... (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ...
أحببته لأنه يقربني من ربي ... ويزيد الخشية في قلبي ... ويبعد الخوف والقلق ...
أحببته لأنه يذكرني بالآخرة ... ويزهدني في الدنيا ... ويجلب السعادة لذاتي ...
و قد ورد في الحديث القدسي " أنا جليس من ذكرني " و كفى بالذكر فضلاً أن يصير صاحبه جليس الله ...
انظروا الى روعة الأحاديث التي تصف الذكر ... كل واحد منها يحتاج الى تأمل طويل ...
فعن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يذكر الله على كل أحيانه.
و منها قوله تعالى (و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً)فهو صريح في كون الذكر يعد لصاحبه مغفرة و أجراً عظيماً.
ففي الصحيحين من حديث الشيخين و الأمام أحمد و الترمذي و ابن ماجة و ابن حبان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عزَّ و جلَّ أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه و إذا تقرب إليّ شبراً تقربت إلـيـه ذراعاً و إن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إلـيـه باعاً و إن أتاني يمشي أتيته هرولة ".
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم و يضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله " رواه الترمذي و ابن ماجه و الحاكم و قال فيه حديث صحيح.
و أخرج مسلم في صحيحه من حديث العلاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال : " سيروا هذا جمدان سبق المفردون " قالوا : و ما المفردون يا رسول الله قال : " الذاكرون الله كثيراً و الذاكرات يضع الذكر عنهم اثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافاً ".
و أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العباد أفضل و أرفع درجة عند الله يوم القيامة قال : " الذاكرون الله كثيراً " قيل يا رسول الله و من الغازي في سبيل الله قال : " لو ضرب بسيفه حتى ينكسر و يتخضب دماً فإن ذاكر الله أفضل ".
و أخرج ابن السني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله في فيها " أخرجه البخاري في باب فضل التسبيح.
و أخرج البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال : " مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت ".
و أخرج البخاري أيضاً في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم " فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات بالدرجات العلى و النعيم المقيم يصلون كما نصلي و يصومون كما نصوم و لهم فضل على الأموال ليحجون بها و يعتمرون و يجاهدون و يتصدقون، قال : ألا أحدثكم بما إذا أخذتم به أدركتم من سبقكم و لم يدرككم أحد بعدكم و كنتم خير من أنتم بين ظهرانه إلا من عمل مثله تسبحون و تحمدون و تكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً و ثلاثين فقال تقولون سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر حتى يكون منها كلهن ثلاثاً و ثلاثين ".
وأرى في ذلك كفاية لمن شرح الله صدره لذكر مولاه و لم يعش عن ذكر الرحمن قال تعالى (و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ).
أجمل كتاب قرأته للأذكار هو حصن المسلم من أذكار الكتاب و السنة تأليف الشيخ سعيد القحطاني ...
فاذكروا الله يا أحبابي ... أذكرواه في كل حين وكل وقت ... أذكروا في كل مكان وكل زمان ....
أذكار اليوم والليلة تجعلك مرتبطا بالله كل ارتباط ...
لاتنسواه ... لاتنسوا خالقكم .... لا تنسوا الله ... في كل حين تذكروه ... في كل مكان اذكروه ...
لاتنسوا الله فينساكم ...(نسوا الله فنسيهم)
اذكروه في الشدائد ..
" إذا اضطرب البحرُ ، وهاج الموجُ ، وهبَّتِ الريحُ ، نادى أصحابُ السفينةِ : يا الله.
إذا ضلَّ الحادي في الصحراءِ ومال الركبُ عن الطريقِ ، وحارتِ القافلةُ في السيرِ ، نادوا : يا الله.
إذا وقعت المصيبةُ ، وحلّتِ النكبةُ وجثمتِ الكارثةُ ، نادى المصابُ المنكوبُ : يا الله.
إذا أُوصدتِ الأبوابُ أمام الطالبين ، وأُسدِلتِ الستورُ في وجوهِ السائلين ، صاحوا : يا الله .
إذا بارتِ الحيلُ وضاقتِ السُّبُلُ وانتهتِ الآمالُ وتقطَّعتِ الحبالُ ، نادوا : يا الله.
إذا ضاقتْ عليك الأرضُ بما رحُبتْ وضاقتْ عليك نفسُك بما حملتْ ، فاهتفْ: يا الله. " كتاب "لا تحزن"
جعلنا الله واياكم من الذاركين والذاكرات ...
دمتم بالف خير