كثيرا ما قرأت وما سمعت ، كثيرا ما تنامي لدي عن المرأة المغربية في المغرب العربي وخاصة في بلاد الأطلس ،هذه البقعه العربية التي حباها الله بالخيرات الطبيعية والجمال الخلاب، التي قاومت الغزو والاحتلال الفرنسي ، وخاضت أشرف معارك التحرير حتى نالت حريتها ، حيث خاضت المرأة المغربية عامة النضال والمقاومة جنبا إلي جبن مع الرجل ، فجميعنا يتذكر المقاتلة جميلة بوحريد التي سطرت معلما نضاليا ،لا زالت المرأة العربية تتغني به فخرا وعزا وكبرياء .
ولكن هل تغيرت هذه المقاتلة ،هل عبثت بها الظروف والأوضاع ،هل أصابتها حمي العولمة الغربية، وخطت بها صوب عالم الغياب الروحاني والوجداني ،هل تحولت من سيدة مجتمع ومدرسة تربوية للرجال ، هل تحولت من صناعه الرجال بالقيم والأخلاق والرجولة ،لسلعة سياحية وتجارية تتكالب عليها الشهوات ، وتتلاعب بمفاتنها أطماع رجال أغوتهم شهواتهم في منتجعات الرغبات الشهوانية .
فكلما استذدت شيئا عن هذه الإمرأة ، كلما استعرت فضولا بأن استزيد معرفه ودراية بها ، محاولا فهم التغيرات التي أحدثت هذا التحول بكينونتها وتركيبتها ، هذه التغيرات التي انتقلت بها من مقاتلة ومدرسة تربوية ،إلي سلعه سياحية ، وبوق جنسي ، أحاول أن أدرك فهم البيئة ومتغيراتها وتأثيراتها ، هل هي الظروف الاقتصادية التي جعلت من أمتنا العربية مرتعا للفقر والجوع ، أم هي الطبقية التي أفرزتها جملة التمايز الطبقي ، أم البناء الاجتماعي الذي هوجم من قبل العولمة التي أدركت أن هذا البناء هو قوة وتماسك هذه الأمة.
هل هي جملة المتغيرات التي أفرغت الإمرأة من الروح وجعلتها جسدا ، وقالبا أجوف بلا حياة ، المتغيرات التي تمثلت بالغياب الرسمي للإصلاح الأسري والاجتماعي في وطننا العربي عامة وبلاد المرغب خاصة ، المتغيرات المتراكمة من جملة الفساد الذي تحول لمعلم ومصدر قوة يتحكم بمقاليد مؤسساتنا الوطنية والاجتماعية الرسمية وغير الرسمية .
أم هي تراكمات الجوع والفقر وسيادة روح الانهزام ، وغياب ملامح الحياء للمرأة ، وغياب من يحمي هذا الكيان النسوي. أم هي حالة الاغتراب التي تعيشها الإمرة المغربية بوطنها ،اغتراب الروح والقلب والكيان ،فأضحت جسدا وسلعه سياحية تنساق لرغباتها ، لكي تستطيع التواصل ، وعليه تحولت لفريسة شهوات ورغبات ، ومكمن هدم اجتماعي .