نوال المتوكل
حدوتة مغربية
البطلة المغربية الشهيرة نوال المتوكل
بدأت من لوس انجلوس
ولدت فى مدينة كازابلانكا المغربية عام 1962، استطاعت ان تسطر تاريخا لنفسها بأحرف من ذهب ، فتحت الباب امام الفتاة العربية للصعود الى منصات التتويج، تمكنت من احراز الميدالية الذهبية في سباق 400 م حواجز في اولمبياد لوس انجليس عام 1984، واخيرا كانت المفاجأة بتعينها وزيرة للرياضة فى بلادها، انها الاسطورة الرياضية وبطلة العاب القوى الشهيرة المغربية نوال المتوكل.
لم يكن قرار الحكومة المغربية بقيادة الملك محمد السادس مفاجئاً للجميع، بل كان يتوقه العديد من الشخصيات البارزة فى البلاد، وعامة الشعب ايضا نظرا لما صنعته هذه البطلة الكبيرة لبلادها من انجازات ليس على المستوى المحلى فقط، بل لما تخطى ذلك بكثير وهو رفع علم بلادها فى اعظم البطولات العالمية وهى الاولمبياد .
نوال المتوكل صاحبة الانجاز الكبير
استطاعت نوال المتوكل ان تجعل لنفسها كاريزما ، وشخصية من طراز فريد يتطلع اليها الكثير من الناس ، بعدما جذبت انظار العالم اليها في أولمبياد لوس انجلوس 1984 ، عندما حصلت على الميدالية الذهبية فى سباق 400 متر حواجز لتصبح أول امرأة عربية وافريقية تحقق هذا الانجاز .
لقد فتحت نوال المتوكل بهذا الانجاز الباب بعدها امام العديد من السيدات لتحقيق المزيد من الانجازات الكبيرة امثال الجزائرية حسيبة بولمرقة والتى تمكنت من الفوز بذهبية 1500 م في برشلونة 1992، وغادة شعاع صاحبة ذهبية المسابقة السباعية في دورة اتلانتا 1996، والجزائرية بنيدة مراح ذهبية 1500 م في سباق 1500 م في سيدني 2000 ، والمغربية نزهة بدوان برونزية 400 م حواجز في سيدني أيضا.
لم يأت اختيار نوال لهذا المنصب من فراغ ، فقد يعتبرها البعض صاحبة الاثاث الاول الذى تمكنت من خلاله العديد من الدول العربية فى الاهتمام بالسيدات فى لعبة العاب القوى ، وشجعتهم ايضا على زيادة حصة الفتاة العربية في الدورات الاولمبية بعد ذلك بعدما كانت مشاركتهم من قبل شبة محدودة.
معاناة المتوكل واثبات الذات
وجدت المتوكل تحديات كبيرة فى بطولة لوس انجليس ، والتى كانت ابرزها ، عدم الاهتمام بكونها سيدة ، نظرا لانها كانت الفتاة الوحيدة في الوفد المغربي عام 1984 ، لذا فكان يتطلب منها ان تتخطى كل هذا ونجحت فى ذلك بالفعل حتى حصلت على الميدالية الذهبية .
وبعد فوز البطلة المغربية بهذه الميدالية بدأ القادة العرب فى الاهتمام بالفتاة العربية ، وحرصوا دائما على وجودها في المحافل الدولية ، مما جعل امكانيتها تنمو بشكل كبير ، اذ اصبحت امكانياتها لا تقل عن امكانيات الرجل ، ولم تعد مهمشة كما كان الامر من قبل.
ورغم اعتزال نوال المتوكل سباقات العدو إلا إنها لم تبتعد عن المجال الرياضي ، بل وجدت لنفسها مجالا فسيحا في الإدارة فتولت العديد من المناصب الرفيعة في بلدها بدءا من منصب نائب رئيس اتحاد ألعاب القوى المغربي عام 1992 ، ثم عضو اللجنة الأوليمبية المغربية عام 1993 ، وصولا إلى سكرتيرة الدولة للشباب والرياضة عام 1997 ، وعلى المستوى الدولي تقلدت نوال المتوكل أيضا مناصب غاية في الأهمية ، حيث تم انتخابها عضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995 ، ثم عضو في اللجنة الأوليمبية الدولية عام 1998.
وكما حققت المتوكل العديد من الألقاب والميداليات والإنجازات لبلدها المغرب ، فإن وطنها لم يفوته تكريمها دوما بالقدر الذي تمثله بالنسبة لكل مواطني المنطقة العربية ، فاختارها العاهل المغربي محمد السادس ضمن الوفد الرفيع الذي قام بعرض ملف المغرب لإستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 ، كما قلدها العاهل المغربي وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد في أغسطس 2004.
الرئيس الفرنسي يقبل يدها
ورغم كل هذا المشوار الطويل من النجاحات في الملاعب وخارجها إلا أن تاريخ 27 يوليو 2004 سيظل عالقا في ذهن العداءة المغربية كحدث لا ينسى ، حيث اختارتها اللجنة الأوليمبية الدولية رئيسا للجنة تقييم ملفات المدن الخمس المتقدمة بطلب استضافة أولمبياد 2012 وهى مدريد ، نيويورك ، لندن ، باريس وموسكو.
وخلال هذه المهمة الجديدة ، حظيت المتوكل بتقدير عالمي من أعلى المستويات السياسية والشعبية على مستوى العالم لم ينله أي من الشخصيات الرياضية العربية ، حيث التقت برئيس وزراء إسبانيا خوزيه لويس ثاباتيرو ، والرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الإليزيه ، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، بينما استضافتها الملكة إليزبيث الثانية ملكة إنجلترا في قصر باكنجهام ، وكذلك استقبلها الرئيس الوسي فلاديمير بوتين ، مما وضعها في مصاف السفراء والوزراء ، ولكنها سفيرة فوق العادة ، إنها نوال المتوكل "سفيرة الرياضة العربية".
اعتزاز بالنفس وبالوطن
دائما ما تتحدث نوال المتوكل عن نفسها كثيرا عندما يجرى معها اى لقاء تليفزيونى بكونها أول فتاة عربية مسلمة تحرز ميدالية ذهبية في الدورات الاولمبية ، وكانت دائما ما تروى العرض الذى قدمه لها الامريكان عندما كانت تدرس هناك ، عندما عرضوا عليها بدلا من أن تعود الى بلدها أن تحصل على الجنسية الأمريكية ، وأن تعين بالراتب الدي تحدده كمعلمة في جامعتها ، وأن تعين كذالك ايضا رئيسة لمكتب الأنشطة الرياضية المتميزة في جامعتها.
لكن نوال ردت عليهم وقتها بأجابة جعلت الجميع يحرتمها كثيرا وكانت مفادها : " يسعدني جدا اهتمامكم و عروضكم, الا أن بلدي و أهلي أحق بي, وعلي أن أعود بعد أن تخرجت من جامعتكم التي أعتز بها أيضا " .
العهد الذى قطعته مع والدها
عندما ذهبت نوال المتوكل للدراسة فى امريكا اوصاها والدها بالاستمرار برياضة الجري وصولا لبطولة العالم ، كما وصاها ايضا بالاهتمام بدروسها وأن تعود الى وطنها بمجرد انتهائها من الدراسة ، وبالفعل بدأت المتوكل فى تنفيذ العهد الذى قطعته مع والدها ، حيث لم تقبل العرض الامريكى رغم الإغراءات الكبيرة لمحاولة تجنيسها منذ بداية نضوج موهبتها الرياضية إلا أنها اختارت أن تحمل اسم المغرب في مشوارها الرياضي الحافل بالبطولات.
وتعد نوال المتوكل البطلة المغربية الأولمبية السابقة وعضو اللجنة الدولية الأولمبية من البطلات الرياضيات اللواتي تحملن مسؤولياتهن في إنعاش الرياضة النسوية بالمغرب، وطالبت في المقابل من البطلات الرياضيات بالعمل على تشجيع الفتيات والنساء للإنخراط في هذه الحركة الرياضية وأن يكون لهن دور فاعل في المجال، وأن يشكلن قوة في وجه المعتقدات المتخلفة المسيطرة والمهيمنة على أفكار المرأة المغربية، على اعتبار أن الرياضة لاتساهم فقط في تكوين المرأة أومساعدتها على بلوغ مراكز مهمة وإنما تتيح لها فرصة تكوين شخصيتها.
المتوكل تتوج بجائزة "فلو هايمان" فى الكونجرس الامريكى
وتوجت البطلة الأولمبية السابقة مسيرتها بحصولها على جائزة "فلو هايمان" لسنة 2003 من مؤسسة الرياضة النسائية الأميركية خلال حفل أقيم بمقر الكونجرس الأميركي بواشنطن بمناسبة اليوم العالمي السابع عشر للفتيات والنساء الرياضيات، وتمنح هذه الجائزة كل سنة لشخصيات تنتمي لعالم الرياضة كانت طوال مسيرتها الرياضية مثالا يحتذى في قيم النبل وروح الالتزام على غرار فلو هايمان وشرفت بذلك الرياضة النسوية المغربية في العديد من المحافل وتفوقت في المهام لتي أسندت إليها
انجازات نوال المتوكل بالارقام
ذهبية سباق 400 متر عدو في دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1983 بالمغرب ، وذهبية 400 متر عدو في دورة الألعاب الأفريقية في القاهرة في نفس العام ، وذهبية دورة ألعاب البحر المتوسط لسباق 400 متر عدو في سوريا عام 1987
نوال المتوكل اثناء فوزها بذهبية لوس انجلوس
، وذهبية سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأوليمبية 1988 بلوس أنجلوس
المناصب التى تقلدتها المتوكل
وكان العاهل المغربي السابق الملك الحسن الثاني، قد عين المتوكل سكرتيرة دولة للشباب والرياضة (وزيرة) عام 1997 ، وبقيت في هذا المنصب 8 أشهر، وذلك بعد عامين من تعيينها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995،
واصبحت المتوكل عضوا في اللجنة الدولية الاولمبية عام 1998، ودخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لالعاب القوى عام 1995، واسندت اليها بعد عامين وظيفة سكرتيرة الدولة للشباب والرياضة (وزيرة) في بلادها، وعينت رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة اولمبياد 2012.