مشاعرنا تجاه المحنة
لا بدّ قبل كلّ شيءٍ من أن ننظّف هذه المشاعر، وأن نجعل مشاعرنا تجاه المحنة مشاعر صحيحةً وإسلاميّة، تنبض بالغيرة على الإسلام لا بالغيرة على
--------------------------------------------------------------------------------
12
--------------------------------------------------------------------------------
مصالحنا الخاصّة، وبالغيرة على الوجود الكليّ لهذا الكيان، لا بالغيرة على هذا الوجود وذاك الوجود، لأنّنا ما لم ننظّف هذا الشعور، ونحن في غمرة الامتحان القاصي والمرير، ما لم نستطع على أقلّ تقدير أن ننتصر في معركة تغيير هذا الشعور, وفي معركة إيجاد شعورٍ نظيفٍ تجاه هذا الامتحان، ما لم نستطع أن نغيّر هذا القدر الضئيل من نفوسنا... كيف نطمع أن نبني أنفسنا ككلّ؟ وكيف نطمع أن نبني المسلمين ككلّ؟ إذ، منطلق الحديث هو هذا الشعور الذي يواجه الإنسان الممتحن تجاه محنته، كيف يكون هذا الشعور؟
كثيراً ما نجد محنةً، وتولّد المحنة مشاعر متعدّدةً، وبالرغم من وحدة المحنة تختلف المشاعر في درجاتها ومستوياتها تبعاً لاختلاف التصوّر والتفكير، ولاختلاف الروحيّة والاتجاه. واختلاف الشعور يؤدّي لا محالة إلى اختلاف الموقف الذي يتّخذه الممتحن تجاه محنته، إذ تبعاً لنوعيّة الشعور سوف يتّخذ الموقف المطلوب وفقاً لذلك الشعور.