درجات الشعور تجاه هذه المحنة
الدرجة الأولى: قد يكون شعور بعض الناس إزاء هذه المحنة أنّ هذه المحنة كلّفته ولده، كلّفته أخاه، كلّفته صديقه، لأنّه أُخذ أخوه أو أُخذ أبوه أو أُخذ صديقه إلى المعركة فقُتل. قد يعيش هذه المحنة على هذا المستوى، هذا هو الشعور الشخصيّ المحدود بالمحنة. وموقفه إزاء هذا الشعور أن يُهرّب أخاه أن يُهرّب أباه، أو أن يتهرّب من واجبات القانون حتّى لا ينخرط في مأساةٍ من هذا القبيل، ولا يرى له واجباً من وراء ذلك.
الدرجة الثانية: حيث يتعمّق هذا الشعور أكثر فأكثر، فيكون شعوره إزاء المحنة إقليميّاً على أساس أنّ أبناء البلد الواحد يتصارعون ويتنازعون فيما بينهم، وهذا الشعور والإنفعال الإقليميّ تجاه المشكلة يؤدّي إلى اتخاذ موقفٍ أوسع من الموقف الأوّل، إلى موقفٍ يفكّر فيه في كيفيّة إعادة الصفاء والسلام إلى أبناء البلد الواحد.
--------------------------------------------------------------------------------
14
--------------------------------------------------------------------------------
الدرجة الثالثة: قد يكون شعوره أعمق من هذا وذاك، قد يشعر بإزاء المحنة أنّ هذه المحنة هي نتاج عدم تطبيق شريعة الله تعالى على هؤلاء المسلمين. إنّ عدم تطبيق شريعة الله عليهم هو الذي أدّى إلى تعميق التناقض بين الأخ وأخيه، حتّى ولّدت مشكلة بين هذا وذاك، وتصارع الكرديّ والعربيّ. حينئذٍ هذا الشعور سوف يولّد موقفاً يختلف عن الشعور السابق الإقليميّ والشعور الأسبق الشخصيّ، سوف يجعله هذا الشعور يحمل همّ الشريعة ويصل إلى السبب الحقيقيّ لهذا التوتّر.