بسم الله الرحمن الرحيم
ليلةُ القدرِ
أحبتي:في هذِه العشرِ المباركة ليلةُ القَدْرِ الَّتِي شرَّفها الله على غيرها، ومَنَّ على هذه الأمة بجزيل فضلها وخيرها،قال تعالى:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) } [الدخان].
وصفَها الله سبحانَه بأنها مباركةٌ لكَثْرةِ خيرِها وبَركتِها وفضلها، فمِن بركتها أنَّ هذا القرآنَ المباركَ أُنْزِلَ فيها ووصَفَها سبحانَه بأنه يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم، يعني يفصَل من اللوح المحفوظِ إلى الْكَتَبةِ ما هو كائنٌ مِنْ أمرِ الله سبحانَه في تلك السنةِ من الأرزاقِ والآجالِ والخير والشرِّ وغير ذلك من كلِّ أمْرٍ حكيمٍ من أوامِر الله المُحْكَمَةِ المتْقَنَةِ التي ليس فيها خَلَلٌ ولا نقصٌ ولا سَفَهٌ ولا باطلٌ ذلك تقديرُ العزيز العليم.
ولا تَخْتَصُّ ليلةُ القدرِ بليلةٍ معينةٍ في جميعِ الأعوامِ (بل تَنتَقِّلُ )
فقد تكونُ في عامٍ ليلةَ (إحدى وعشرين )، وقد تكونُ في عامٍ ليلةَ (ثلاث وعشرين) ، وقد تكونُ في عامٍ ليلةَ (خمس وعشرين) ، وقد تكونُ في عامٍ ليلةَ (سبع وعشرين) ، وقد تكونُ في عامٍ ليلةَ (تسع وعشرين).تبعاً لمشيئةِ الله وحكمتِه،
وأخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ، ويجدّوا في العبادة ، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها .
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله
فأسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلني وإياكم من أهل العشر الأواخر
و من أهل ليلة القدر.وان يغفر لي ولكم ووالدي ووالديكم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ماتقدم من ذنوينا وما تأخر
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
اللهم آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين يا أرحم الراحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين