يعتقد علماء أن طلي أكبر 100 مدينة في العالم باللون الأبيض قد يدخل ضمن سياق الجهود التي قد تساعد في التصدي للتغييرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري، وفق تقرير.
وينصح د. هاشم أكبري، من "مختبر بيركيلي لورنس القومي" في كاليفورنيا، بطلاء المباني والشوارع في أكبر مدن العالم باللون الأبيض للقضاء على الزيادة المتوقعة في الانبعاثات الحرارية خلال العقد المقبل.
وتعكس المباني والأسطح البيضاء المزيد من أشعة الشمس عن المباني المطلية بألوان داكنة، علماً أن أشعة الشمس المعكوسة لا تساهم في ظاهرة الانبعاثات الحرارية، وعلى نقيض الطاقة الساخنة التي تولدها الأسطح الداكنة إثر
تعرضها للشمس.
ويجادل أكبري، بان طلاء المباني باللون الأبيض سيساعد في تخفيف معدلات الحرارة، وبالتالي خفض استخدام مكيفات الهواء التي تستهلك معدلات عالية من الطاقة، وفق "التلغراف."
وخلصت المعادلات التي أجراها أكبري أن طلاء 100 من أكبر مدن العالم باللون الأبيض سيرفع من معدلات ضوء الشمس المعكوس بواقع 0.03 في المائة، ما يعني القضاء على الارتفاع في معدلات الحرارة التي يتسبب
بها 44 مليار طن من مخلفات ثاني أكسيد الكربون.
وطالب العالم بتحرك تدريجي وعلى مستوى محلي لتنفيذ الخطوة التي يعتقد أنها لن تعالج جذور أزمة التغييرات المناخية التي يشهدها كوكبنا، بل ستؤدي لتأخير انعكاسات الظاهرة الخطيرة.
وتأتي النظرية في أعقاب تقرير نشر في ديسمبر/كانون الأول الماضي يشير إلى أن عام 2008 كان أبرد الأعوام التي يشهدها كوكبنا من مطلع القرن الحالي.
وذكر التقرير السنوي للمنظمة الدولية للأرصاد، أن معدل الحرارة على الأرض خلال 2008 لم يتجاوز 14.3 درجة مائوية، وذلك بسبب ظاهرة "النينيا" التي تساعد على تبريد المحيط الأطلسي، غير أنه استطرد بأن السنة
الحالية ستظل واحدة من أكثر سنوات الأرض سخونة منذ بدء عمليات الرصد في عام 1850.
ويقوم التقرير على بيانات وفرتها جامعة إيست أنجليا ومركز هادلي البريطاني والجمعية الأمريكية الوطنية لمتابعة المحيطات وطبقات الجو، وقد أظهرت أن أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية عانت درجات حرارة تفوق بكثير
المعدلات الطبيعة، وخاصة المناطق القطبية التي تراجع الجليد فيها إلى ثاني أدنى مستوى له الصيف الماضي.
ورغم برودة عام 2008 مقارنة بالسنوات الماضية، غير أنه يفوق المعدل السنوي العام للحرارة المسجلة بين 1961 و1990 بنسبة 0.31 درجة مائوية.