فالمرأة المغربية أصبحت تضاهي من حيث الإنجازات شقيقها الرجل بل إنها اقتحمت أنشطة رياضية كانت إلى غاية الأمس القريب حكرا عليه، مثل الملاكمة وكرة القدم، بل إنها اقتحمت حتى ميدان التسيير، ويكفي أن نجدها على رأس فريق لكرة القدم مثل سميرة الزاولي أو على رأس جامعة مثل سلمى بناني رئيسة الجامعة الملكية المغربية للأيروبيك أوعلى رأس جمعية مثل نوال المتوكل التي ترأس الجمعية المغربية الرياضة والتنمية التي تتولى الأميرة للامريم رئاستها الشرفية، أو نزهة بيدوان رئيسة جمعية المرأة "إنجازات وقيم" والهدف الكبير في هذا هو الإسهام في بلورة كل الجهود والطاقات من أجل تفعيل المشاريع التي تتوخى تنمية الرياضة النسائية بالمغرب.
وترى فاطمة العراقي بكو رئيسة نادي اتحاد المغرب للسيارات والنائبةالأولى لرئيس الجامعة الملكية المغربية للعبة والطبيبة النفسانية أن الرياضة النسوية بالمغرب شهدت إقلاعا حقيقيا حيث قالت في حديث لـ "الصحراء المغربية" : أظن أن الرياضة النسوية المغربية حققت نهضة قوية بعد أن كانت معزولة من قبل، حيث كانت الرياضة حكرا على الرجال فقط، وأصبحنا نرى المرأة في أنواع رياضية كثيرة، بل تضاهي الرجال، هناك انفتاح كبير نجدها ايضا في رياضات خطيرة مثل سباق السيارات والفنون الحربية ورياضات أخرى، بل أيضا في كرة القدم".
وتعد فاطمة العراقي بكو أول امرأة مغربية تتولى منصب النائبة الأولى لرئيس الجامعة الملكية المغربية لسباق السيارات، وهي فخورة بهذا : "أريد أن أثبت أن المرأة قادرة على تحقيق أمور أحسن من الرجال، وأظن أن المرأة يجب أن يحتفل بها كل يوم وليس في يوم واحد فالمرأة فيها الأم والأخت والإبنة، وهي منبع الحياة".
وتشاطرها نزهة بيدوان البطلة العالمية السابقة في سباق 400 متر حواجز ورئيسة جمعية المرأة "إنجازات وقيم" الرأي حيث أكدت : "ولله الحمد المرأة المغربية هي أحسن حالا مما كانت عليه من قبل، فعندما نرى عدد المشاركات المكثفة للمرأة فهي بلغت ما تتمناه، ففي 10 مارس الجاري تعقد ندوة وطنية حول الرياضة النسوية من تنظيم لجنة المرأة والرياضة التابعة للجنة الأولمبية الوطنية المغربية، و قبل ذلك احتضنت المحمدية سباقا فنسويا وآخر في العيون وسباق ثاني عشر من الشهر نفسه في مدينة تمارة، فهذا يبين أن المرأة المغربية سواء الممارسة أو غير الممارسة للرياضة هي أكثر وعيا بفوائدها".
وعبرت عن رضاها عن المستوى الذي بلغته المرأة المغربية : "عندما ننظر لمشاركة المرأة المغربية في الرياضة فهي قليلة لكن عندما ننظر إليها من زاوية الإنجازات التي حققتها في جميع التظاهرات، نجدها مهما للغاية وهذا في حد ذاته إنجاز، ففي بطولة العالم وفي الألعاب الأولمبية نجد دائما ميدالية من نصيب المرأة المغربية".
وتعد نوال المتوكل البطلة المغربية الأولمبية السابقة وعضو اللجنة الدولية الأولمبية من البطلات الرياضيات اللواتي تحملن مسؤولياتهن في إنعاش الرياضة النسوية بالمغرب، وطالبت في المقابل من البطلات الرياضيات بالعمل على تشجيع الفتيات والنساء للإنخراط في هذه الحركة الرياضية وأن يكون لهن دور فاعل في المجال، وأن يشكلن قوة في وجه المعتقدات المتخلفة المسيطرة والمهيمنة على أفكار المرأة المغربية، على اعتبار أن الرياضة لاتساهم فقط في تكوين المرأة أومساعدتها على بلوغ مراكز مهمة وإنما تتيح لها فرصة تكوين شخصيتها.
وتوجت البطلة الأولمبية السابقة مسيرتها بحصولها على جائزة "فلو هايمان" لسنة 2003 من مؤسسة الرياضة النسائية الأميركية خلال حفل أقيم بمقر الكونغرس الأميركي بواشنطن بمناسبة اليوم العالمي السابع عشر للفتيات والنساء الرياضيات، وتمنح هذه الجائزة كل سنة لشخصيات تنتمي لعالم الرياضة كانت طوال مسيرتها الرياضية مثالا يحتذى في قيم النبل وروح الالتزام على غرار فلو هايمان وشرفت بذلك الرياضة النسوية المغربية في العديد من المحافل وتفوقت في المهام لتي أسندت إليها.
وحققت المرأة المغربية إنجازات مازال الجميع يتذكرها فنوال المتوكل كانت أول بطلة مغربية تحرز ميدالية ذهبية في أولمبياد أطلنطا، وسميرة بناني أول سائقة سيارات السباق، وسارة بنمنصور أول بطلة عربية وإفريقية في التزحلق الألبي، ولعل أبرز نتيجة حققتها المرأة المغربية وبصمت على حضورها القوي يتجلى في بطولة الألعاب العربية التي أقيمت العام الماضي بالجزائر حيث كن الأكثر تتويجا برغم أنها شاركت سوى في تظاهرات محددة في كرة المضرب والكاراطي والتيكواندو والكيك بوكسينغ وسباق الدراجات بواسطة عتيقة صبيب وألعاب القوى.